أكادير : فعراس عبد الله
شهدت محكمة الاستئناف بأكادير، صباح اليوم الأربعاء، افتتاح السنة القضائية الجديدة 2025، في حدث بارز يهدف إلى استعراض حصيلة الأنشطة القضائية للدائرة القضائية وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز فعالية واستقلالية المنظومة القضائية بالمملكة.
في كلمته الافتتاحية، أكد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير أن هذا اللقاء يشكل محطة أساسية لتقييم أداء السنة القضائية المنصرمة، لا سيما في ما يتعلق بعمل النيابة العامة، مع تقديم تصور شامل للبرامج الجديدة التي تنسجم مع الأهداف الاستراتيجية للمملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما شدد على أهمية تبني مقاربة حقوقية وإنسانية تسهم في تعزيز ثقة المواطن في القضاء وتكريس دولة القانون.
تميزت الجلسة بحضور شخصيات وازنة، على رأسها والي جهة سوس ماسة سعيد أمزازي، وعامل عمالة إنزكان إسماعيل أبو الحقوق، ورئيس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي، إلى جانب مسؤولين قضائيين، منتخبين، ووكلاء الملك، ورؤساء المحاكم الإدارية والابتدائية، فضلاً عن القضاة والنواب وموظفي المحاكم. كما شهد الحفل مشاركة مسؤولين أمنيين وعسكريين وشخصيات مدنية، ما يعكس المكانة المحورية التي يحتلها القضاء في ضمان الأمن القانوني وتحقيق العدالة الناجزة.
وعلى هامش افتتاح السنة القضائية، نظمت محكمة الاستئناف بأكادير فعاليات “الأبواب المفتوحة”، التي تضمنت ثلاثة أروقة رئيسية، الأول مخصص للقضاء المدني، والثاني للقضاء الجنائي، والثالث للخدمات الرقمية، في خطوة تهدف إلى تقريب العدالة من المواطنين وتعريفهم بالدور الحيوي للمحاكم في خدمة المجتمع، فضلاً عن تسليط الضوء على الإرث القضائي للدائرة الاستئنافية وأبرز الشخصيات القانونية التي ساهمت في تطوير العمل القضائي.
يشكل هذا الحدث محطة مفصلية في مسار تحديث القضاء المغربي، حيث يعكس التزام المملكة بجعل العدالة أكثر انفتاحاً وفعالية، في سياق إصلاحات هيكلية تروم تعزيز استقلالية القضاء وترسيخ مبدأ سيادة القانون. ويظل الهدف الأسمى هو تحقيق عدالة ناجزة وشفافة تضمن حقوق الأفراد وتدعم التنمية المستدامة، وفق رؤية متقدمة تتماشى مع التحولات الوطنية والدولية.
