فاس… الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمرصاد للفساد، و اللي فرط يكرط

جلال الدحموني8 فبراير 2024
فاس… الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمرصاد للفساد، و اللي فرط يكرط

 

ليس ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺮء شخصا أو ﻣﺴﺆﻭﻻ‌ ﻣﺎ، إنما ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ أﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ بأن ﺍﻟﻜﻞ ﻓﺎﺳﺪ …
و الحقيقة التي تأكدت مع مر الزمان، هي أن من شب على شيء، شاب عليه.
ﻟﻘﺪ ﺳﺒﺐ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺝ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻹ‌ﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻹ‌ﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ العقلية، ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﺑﻞ ﻭ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻧﻔﺴﻴﺔ.
ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺃﺣﺪ أرباب الأسر الفقيرة ﻋﻦ ﺃﻫﻢ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ، ﻓﻠﻦ ﻳﻌﺪﻭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ الأبوي ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺟﻴﺪﺓ، ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ….
لو سألنا رجل أمن أو رجل سلطة نظيف، لأجابنا ب”الله يخرج سربيسنا على خير”
أما العمال و الموظفون فلا ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺇﺫ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺍﻹ‌ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻹ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺃﻫﻢ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ… كما أن العقول الصغيرة و الضعيفة، ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻻ‌ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ المادية، ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﺃﻭ ﺑﻌﻘﺪﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺑﻬﻢ الذاكرة ﺇﻟﻰ الوراء، إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﺿﻴﻪ ….
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ و الأحزاب السياسية و المنتخبين ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ ﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ…. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺪﻧﻲ واعي و منتخبون ﻣﺜﻘﻔﻮﻥ ﻭ ﻭﺍﻋﻮﻥ، ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ لغة الحيوانات و ﺍﻟﻀﺮﺏ و ﺍﻟﺠﺮﺡ المعنوي ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺒﺮﺭ…..
ﺇﻥ ﻣﺎ يحدث ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ، ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﻮﻝ من أسندت إليهم مسؤولية تسيير الشأن العام المحلي ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯن.
لكن مع كل ما يشعر به المواطن من خيانة، و ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﻣﻦ ﻭ ﺃﻣﺎﻥ ﺩﻭﻝ ﻭ ﻣﺪﻥ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺸﻜﺮ الله ﻭ نحمده ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻛﻜﻞ، ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺃﻣﻦ ﻭ ﺃﻣﺎﻥ و استقرار بفضل الشرفاء من نساء و رجال ولاية جهة فاس مكناس و ولاية امن فاس و الغيورين على مدينتهم قلبا و قالبا، رغم كل ما تعيشه مدينة الملوك من اختلالات و اختلاسات، و آخرها ” لفقيه اللي كنا نستناو براكتو ادخل للجامع ببلغتو”، دون أن ننسى رفع القبعة للمفتشية العامة للأمن الوطني و الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ….
ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﺰﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻏﻤﻮﺿﺎ ﻭﺑﻠﺒﻠﺔ ﺩﻫﻨﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺟﻼ‌ﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﺍﻹ‌ﻧﺠﺎﺯ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ فاس …
كما انه ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ حاملوا الأمانة و سارقوا الكراسي، ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ، “ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ السكان و الشباب، و ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻉ، ﻭ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ فاس ….” ﺃﻥ ﺣﺪﺛﺎ ﻳﺸﺒﻪ “ﺍﻟﻌﻤﻞ الإﺭﻫﺎﺑﻲ” ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ساكنة فاس…
ع.دويسي

الاخبار العاجلة