جلال دحموني / فاربريس
من لا يخطئ لا يمكن له آن يصيب..
مناسبة هذا الكلام، يرتبط بما أثير من انتقادات حول مشروع برنامج أوراش بعمالة فاس في نسخته الثانية، وهي انتقادات صحية ومشروعة في إطار التدافع المدني والسياسي وفي إطار تدبير الرأي والرأي الاخر انسجاما مع مقتضيات دستور 2011.
ولكن لابد من الاشارة الى أن تدبير نسخة 2023 عرفت تحسنا مهما مقارنة مع نسخة 2022 ..وهو ما يعني أن مجلس عمالة فاس تعامل مع انتقادات النسخة الأولى بجدية ومسؤولية بحكم انه أخذها بعين الاعتبار في تدبير النسخة الثانية من البرنامج ، حيث لم تاخذ اي جمعية أكثر من ورش… خلافا لنسخة 2022 , نجد أن بعض الجمعيات حازت على أكثر من ورش الأمر الذي لم يتكرر خلال برنامج 2023.
ولابد من استحضار بعض الإكراهات التي تمر منها عملية انتقاء الجمعيات الفائزة، بالنظر إلى تركيبة لجنة الانتقاء التي تتكون من عدة أطراف تمثل مؤسسات اقتصادية واجتماعية وتمثل السلطات المحلية ومؤسسة المنتخبين..
وفي ذات السياق لابد أيضا من الاشارة الى أن العديد من الجمعيات تقوم بإسهامات مهمة داخل المجتمع سواء في مجال تدبير السياسات العمومية في إطار الديمقراطية التشاركية، سواء من خلال التحسيس والتكوين أو من خلال الانخراط في أعمال اجتماعية ومبادرات أخرى مهمة ، ولكن العديد منها يهمل الجانب التقني والفني والمؤسساتي على المستوى التنظيمي والتوثيقي، بينما قد نجد جمعيات آخرى تقوم بمبادرات محدودة جدا، ولكنها توثق كل شيء وتجيد تنظيم شؤونها الداخلية وفق منهجية جيدة تساعدها على التطور وتعزز فرصها..
هذه العوامل تلعب دورا مهما في تحديد الجمعيات الفائزة ، أي معيار التنظيم وتقديم الأوراق بطريقة مرتبة ومنظمة وفق منهجية واضحة ، يعزز من حظوظ اي جميعة ..
الجمعيات إذن مطالبة بمأسسة عملها وتوثيق انشطتها وتقاريرها الدورية وتقارير الأنشطة الأدبية والمالية لأن كل هذا يعزز من حظوظها..
بينما نجد العديد من الجمعيات تنشط جيدا وتقوم بمبادرات رائدة ، ولكنها لا تهتم بالجانب المؤسساتي لأنشطتها ولا تعير الاهتمام المستحق لتدبيرها الإداري والتنظيمي ؛ وهذا الاهمال غالبا ما يقوض فرصها وحظوظها.
لأن لجنة الانتقاء غالبا ما تركز على الجوانب التنظيمية والعمل المؤسس والكيفية التي تقدم بها أوراقها، وهي طريقة مرتبة ومنظمة بطريقة مهنية واحترافية