فاربريس
الحسن لهمك
حب الأرض حب الوطن يسكن الوجدان ، حين نسخط و نغضب و نهاجر ونبتعد ، ففي القلوب قطعة من الوطن لا تقطع ولا تنقطع . تشكل صلة تواصل وإستمرار مشرق في القلوب لا غروب له ، ولا هروب منه .
مغربي أنا بالروح و الفؤاد ، هذا شعار الجالية السرغينة المغربية ببلاد المهجر ، فبعد قيامها بعدة مبادرات خيرية لفائدة المنطقة ، تعود جاليتنا من أبناء إقليم قلعة السراغنة من جديد بمبادرة إنسانية رائعة تعبر فيها عن روحها الوطنية العالية وحبها لمسقط رأسها و إنشغالها بهموم الساكنة المحلية .
فقد قامت هذه الجالية بتوفير سبع سيارات إسعاف لفائدة الدواوير النائية و المعزولة المحرومة من الخدمات الطبية الإستعجالية ،
وقد إستفاد دوار زوية سيدي علي بن النويتي جماعة أولاد الشرقي من إحداهن بفضل جهود أبناءه المحبين والمخلصين .

و إستبشرت الساكنة المحلية خيرا بهذه المبادرة الإحسانية ، لكن الجميع يتسائل حول كيفية إستثمارها إيجابيا و مواكبتها حتى تحقق الغايات والأهداف المنشودة منها ، فالجميع واع بالأهمية والحاجة البالغة لساكنة المنطقة لسيارات الإسعاف ، لكن ماهي الشروط وكيفيات إستغلالها في ظل إنعدام الإمكانيات المالية و اللوجستية وساكنة تعاني الخصاص والهشاشة .
تفعيل هذه المبادرة يبقى رهين بمدى إنخراط جميع الفعاليات في إطار مقاربة تشاركية تجمع بين كل المختصين والمهتمين والفاعل العمومي المحلي ، و الإقليمي و الجهوي من أجل تثمين هذه المبادرة والحرص على تقديم الخدمات المطلوبة للساكنة .
وفي هذا الصدد فهذه المبادرة تفتح باب الدعوة للمجلس الجماعي ، والإقليمي والمصالح الصحية للإنخراط في دعم الساكنة بكل ما يتوفر لديهم من خبرات وإمكانيات سواء في التأطير والتوجيه و تقديم المستلزمات الضرورية لإنجاح المبادرة وتحقيق طموح الساكنة المحلية في الإستفادة من خدمات سيارات الإسعاف ، وكذا حلم ابنائنا في المهجر والمتمثل في خدمة الوطن وتحقيق تنمية محلية والرفع من قيمة الخدمات العمومية .