فاربريس
وزيـر التجهيـز والمـاء
الداخلة، 10 نونبر 2022
باسم الله الرحمان الرحيم
السيد رئيس الحكومة
السيد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
السيد وزير التجهيز (بلد إفريقي… (
السيد وزير التجهيز (بلد عربي… (
السيد وزير
السيد وزير
السادة أعضاء السلك الديبلوماسي والقنصليات الذين نعتز بحضورهم معنا في هذا المؤتمر الوطني
السيد والي جهة الداخلة وادي الذهب
السيد رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب
السيد الكاتب العام
السيدات والسادة رؤساء المجالس الجماعية
السيدات والسادة الحضور كل باسمه وصفته
سلام تام بوجود مولانا الإمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره.
باسم وزارة التجهيز والماء وباسم الجمعية المغربية الدائمة لمؤتمرات الطرق، أرحب بكم في فعاليات النسخة الحادية عشرة للمؤتمر الوطني للطرق التي تنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله ونصره، تحت شعار:
” أية مكانة لتطوير البنية التحتية الطرقية في تنزيل النموذج الجديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب”.
أود في بداية هذه الكلمة أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى ضيوفنا الأعزاء من أشقائنا العرب والأفارقة الذين أبوا إلا أن يشرفونا بحضورهم في هذا المؤتمر، وأخص بالذكر ممثلي الدول الشقيقة والصديقة التي تتوفر على تمثيليات قنصلية بأقاليمنا الجنوبية. كما أقدم شكري لكل من حرص على الحضور في أشغال هذا المؤتمر الوطني في نسخته الحادية عشرة، من فاعلين ومهندسين وخبراء وجامعيين عاملين في مجال البنيات التحتية الطرقية، التي دأبت الجمعية المغربية الدائمة لمؤتمرات الطرق على الاشتغال عليها والتفكير العميق في أساليب تطويرها ووضعها في قلب الحركية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
إن انعقاد الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الوطني للطرق في هذا التاريخ وفي هذه المدينة له أكثر من دلالة بالنسبة إلينا. فبخصوص تاريخ انعقاد المؤتمر، فقد اخترنا له من 10 إلى 12 نونبر، في الفترة التي تفصل ما بين ذكرى المسيرة الخضراء (6 نونبر) وعيد استقلال المغرب (18 نونبر)، وما تمثله هاتان المحطتان التاريخيتان بالنسبة للشعب المغربي تخليدا لاسترجاع سيادته بعد حقبة الحماية من جهة، واستكمال وحدته الترابية بعد خروج الاستعمار الاسباني من أراضيه الجنوبية من جهة أخرى.
أما فيما يخص اختيار مدينة الداخلة ” لؤلؤة الجنوب ” لاحتضان أشغال هذه الدورة، فهو يِؤكد من جديد مدى تعلقنا بأقاليمنا الجنوبية وحرصنا الأكيد على أن تكون دائما في طليعة اهتماماتنا وانشغالاتنا من أجل تكريس اندماجها في النسيج الاقتصادي الوطني والظفر بكل الفرص الممكنة لتحقيق التقدم المنشود أسوة بباقي أقاليم وجهات المملكة.
كما نعتبرها فرصة سانحة لإبراز الأهمية التي تحظى بها الأقاليم الجنوبية للمملكة في جميع السياسات العمومية، وكذلك مناسبة لتسليط الضوء على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات والامكانيات التي أصبحت تتوفر عليها مدينة الداخلة العزيزة وباقي مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة والتي تندرج في إطار تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية وما يحمله من أهداف ومشاريع كبرى ستكون لنا الفرصة لعرض البعض منها خلال هذه الدورة.
ومن أهم هذه المشاريع نذكر مشروع الطريق السريع الذي يربط مدينة تزنيت بمدينة الداخلة مرورا بجل حواضر الأقاليم الجنوبية، والذي سيمكن من الاندماج إقليميا مع توفير مستوى عال من الخدمة. ومشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي من شأنه أن يمكن هذه المناطق من الانفتاح على العالم بصفة عامة وعلى العمق الإفريقي بصفة خاصة.
حضرات السيدات والسادة
اسمحوا لي بهذه المناسبة، أن أذكر ببعض المعطيات الأساسية والمرتبطة بالإشكالية المركزية التي سنناقشها خلال هذا المؤتمر.
إن موضوع مؤتمرنا هذا يتماشى مع شروع بلادنا في تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية بالنسبة لجميع المؤشرات الماكرو-اقتصادية عبر تحسين الحكامة في جميع القطاعات، من خلال التغلب على التحديات الكبرى الناتجة عن الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد19 من جهة، وعن السياق الجيو سياسي الدولي وما يطبعه من تحولات عميقة من جهة أخرى.
يشكل النموذج التنموي الجديد أساسا لبلورة البرامج القطاعية. ويعد قطاع الطرق من القطاعات الأساسية، كونه يمثل نموذجا للتنزيل الشامل لهذا المشروع الكبير ولكون البنيات التحتية الطرقية تعد قاطرة حقيقية للتنمية ببلادنا.
حضرات السيدات والسادة
يتوفر المغرب في مجال البنيات التحتية على رصيد مهم من الطرق، حيث تحتوي الشبكة الطرقية المصنفة على أكثر من 57.300 كلم من بينها 45.350 كلم من الطرق المعبدة. وتقدر القيمة الإجمالية لهذا الرصيد بحوالي 254 مليار درهم.
كما أن هذه الشبكة تضم 1.800 كلم من الطرق السيارة و1.340 كلم من الطرق السريعة. ويعتبر النقل الطرقي أهم وسيلة لحركية الأشخاص بنسبة 90%، ولنقل البضائع بنسبة 75 %. ويساهم قطاع النقل بنسبة 6 % من الناتج الداخلي الخام ويشغل 10 % من اليد العاملة الحضرية.
وفي إطار الحفاظ على هذا الرصيد الطرقي وتثمينه، تخصص وزارة التجهيز والماء ما يعادل 45% من ميزانيتها المتعلقة بالطرق للصيانة الطرقية، وهو ما يمكن من الرفع من جودة الطرق المقدرة حاليا ب 65% (جيد إلى متوسط. (
لقد بلورت بلادنا مخططا طرقيا في أفق 2035 يحدد الإطار العام والتوجهات الاستراتيجية في مجال صيانة وعصرنة وتنمية الشبكة الطرقية. ومن بين التوصيات المهمة لهذا المخطط الطرقي إعداد دراسة متعلقة بالمخطط الوطني للبنيات التحتية في أفق 2040 التي توجد في مراحلها النهائية.
ويشكل هذا المخطط وثيقة مهمة في التخطيط للبرامج المستقبلية التي تهم الشبكة الطرقية، بتداخل مع البرامج القطاعية الوطنية في احترام لأهداف إعداد التراب الوطني.
حضرات السيدات والسادة
إنني على يقين بأن المشاركين في مؤتمرنا هذا ستكون لهم الفرصة لتقاسم التجارب المتعلقة بالجوانب التقنية والتنظيمية لصيانة البنيات التحتية الطرقية، وأنظمة التدبير الطرقي، وأساليب التمويل، والحكامة، والابتكار التقني.
ومن أهم الأنشطة التي نود أن تحظى باهتمامكم جميعا النقاشات المبرمجة في إطار مائدتين مستديرتين ذات أهمية قصوى، حيث ستطرح المائدة المستديرة الأولى موضوع: ” البنية التحتية الطرقية، رافعة لتحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد بالمغرب: الطريق السريع للجنوب كأداة للاندماج الترابي” والمائدة الثانية ستطرح موضوع “الشراكة بين الدولة والجهات في خدمة تسريع التنمية الوطنية: البنية الطرقية كنموذج”.
كما أن الأوراش التقنية الأربعة التي سيعرفها مؤتمرنا هذا ستمكن من الإلمام بمختلف الجوانب التقنية والتكنولوجية المتعلقة بقطاع الطرق من حيث التخطيط والتصور والتمويل وتطور المنشآت الفنية ومستوى الخبرة الوطنية والاستغلال، وحماية وعصرنة الرصيد الطرقي، وذلك بغية إبراز المستوى الفني الذي بلغه هذا القطاع ومساهمته الفعالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حضرات السيدات والسادة
أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرض أمامكم وبعجالة خطة عمل وزارة التجهيز والماء، تماشيا مع التزام الحكومة بالعمل على تعزيز وتطوير البنيات التحتية الطرقية بالشكل الذي يضمن الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لجميع شرائح المجتمع وفي كل أنحاء البلاد، مع السهر على تقليص التفاوتات المجالية بها.
هكذا اعتمدت الوزارة رؤية واضحة انبنت على مقاربة تشاركية بغية جعل وزارة التجهيز والماء رائدة بفعاليتها ونجاعتها في إنجاز برامجها على صعيد مجموع التراب الوطني باعتبارها:
“وزارة مسؤولة ونموذجية وتقنية بامتياز، في خدمة المواطن ومن أجل مجال نام وصامد”.
ولتنزيل هذه الرؤية، تم تحديد 5 توجيهات هي :
1. الحفاظ على الرصيد الوطني للتجهيزات الأساسية من أجل تأمين ثباته وصموده
2. تأمين الموارد المائية وتثمينها ونجاعة استعمالها
3. توفير تجهيزات أساسية ذات جودة تخدم اقتصادا تنافسيا وشاملا وعادلا
4. تعزيز المسؤولية الاجتماعية وتطوير تقنية وخبرة الوزارة
5. إنجاح عصرنة الوزارة وإدارتها ووضع التحسين المستمر لنجاعتها
حضرات السيدات والسادة،
أتمنى أن أكون قد طرحت ما ينبغي من أفكار وقضايا كفيلة بجعلكم في وضعية المساهم الفعال في مجال الهندسة الطرقية والبنيات التحتية التي تشكل العمود الفقري للمشروع الاجتماعي الذي نصبوا إليه جميعا.
وإنني على يقين أن هذا المؤتمر سيشكل فرصة لإغناء النقاش بين المشاركين وسيمكن من تقديم أفكار وتصورات جديدة كفيلة بإصدار توصيات قيمة يمكن الاعتماد عليها في تطوير تدبير وتنمية المجال الطرقي.
وأود أن أختم كلمتي بالتوجه بالشكر الجزيل للسيد والي جهة الداخلة – والسيد الجنرال دو بريكاد لواء كتيبة بالقطاع العسكري بواد الذهب والسيد رئيس مجلس جهة الداخلة – واد الذهب على دعمهم اللامشروط لإنجاح هذه التظاهرة. وأتقدم بالشكر كذلك لكل المصالح الخارجية لتعاونها في تنظيم هذه الدورة من المؤتمر الوطني للطرق. ولا يفوتني كذلك التنويه بالدعم الذي قدمته الشركات والمؤسسات الوطنية المانحة للجمعية من أجل إنجاح فعاليات هذا المؤتمر.
وفي الأخير، أعبر عن امتناني لكل من ساهم من قريب أو من بعيد في تنظيم مؤتمرنا هذا، راجيا من الله عز وجل أن يكلل أعمالكم بالتوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.