فاربريس
أمام فراغ مؤسف و خطير، زاد من تأزيم الأوضاع، تتحمل مسؤوليته الأحزاب السياسية و ممثليها بالبرلمان و مجلس المستشارين و المجالس المحلية، الذين بتراجعهم عن القيام بدورهم، و فقدانهم للغيرة الوطنية، تخلوا عن المواطنين الذين وضعوا الأمانة بين أيديهم، لتبقى المؤسسة الأمنية وجها لوجه أمام شباب منحرف، جلهم نزلاء سابقين، قضوا عقوبة سجنية داخل ما يسمى بمراكز التهذيب و الإصلاح و الإدماج و إعادة الإدماج، لكن بعد خروجهم من السجن، أصبحون مغلوبين على أمرهم، مرفوضين في مجتمع لا يرحم، و محرومين من الشغل بسبب سوابقهم العدلية …
إن من واجب الأحزاب السياسية و الجمعيات التي تتوصل بملايين الدراهيم من أموال الشعب، أن تحتضنهم، و تساعدهم على الإدماج مباشرة بعد قضاء مدة الاعتقال.
على السياسيين أن يتذكروا ما كانوا يرددوه قبل التهافت على الكراسي، بان “الوطن فوق كل اعتبار”، كما عليهم أن يتحملوا مسؤولية الشباب المنحرف أمام الله و الوطن و الملك.
في غياب الامن الإجتماعي و الإقتصادي، و الإدماج و التأطير، يبقى الشباب العاطل المنحرف عرضة لحالات العود، و تتحمل المؤسسة الأمنية وحدها مسؤوليتها بكل شجاعة، و صبر و ضبط للنفس، كما هو الشأن بالنسبة للشرطي الذي اعتدي عليه بالدار البيضاء “منطقة البرنوصي”.
هذا الإعتداء الذي ليس هو الأول، استنكره المغاربة، و كعادتها، التزمت الأحزاب السياسية و الجمعيات و المنظمات الحقوقية السكوت، كأن الشرطي ليس منا، و لا بمواطن مغربي له حقوق و عليه واجبات.
ع.دويسي