حشيش المغرب بين معاناة الفلاح و استفادة أباطرة المخدرات !!
فار بريس
بمجرد ذكر كلمة ” الحشيش” مباشرة يخطر في بالنا أصل هذا النوع من المخدرات و هو بالطبع ” القنب الهندي” أو كما يشاع عليه ” الكيف” ، تعد عشبة القنب الهندي فلاحة وازنة في المغرب بحيث يعيش سكان ثلاثة من أكبر المناطق بالمغرب على زراعتها و تعد مصدر رزق بالنسبة للملايين من المغاربة رغم أنها تدخل في إطار الممنوعات !!
المغرب يتصدر قائمة الدول الأكثر إنتاجا ” للحشيش” بحيث ينتج مليون كيلوغرام من الحشيش سنويا و هذا ما يجرنا لطرح عدة أسئلة شائكة تحتاج إجابات صريحة ، أين يذهب حشيش المغرب ؟ و من يتاجر فيه ؟ و من يستفيد منه ؟ و ما علاقة الفلاح البسيط بالتاجر المربح ؟ … !!
هناك صورة نمطية على مزارع الحشيش عند الكثيرين الذين يظنون أن المزارع يستفيد بشكل كبير من الحشيش الذي ينتجه و أن المزارع يعيش حياة فارهة و ليس له احتياجات بفضل ما يربحه سنويا من زراعته لكن الواقع عكس ذالك تماما فمعظم مزارعي الحشيش يعانون الفقر المذقع و الويلات التي تلاحقهم من طرف السلطات لأن زراعتهم تعد جرم بل يعيشوا على حافة السجن مهددين بالإعتقال في أية لحضة بدون حرية تمكنهم من أن يصول و يجول و يجوب البلاد بلا قيود في حالة إن كانوا موضوع مذكرة بحث قضائية !!
تاونات، الشاون، كتامة، كلها مناطق تعيش على هذه الزراعة الممنوعة قانونيا و يأمل سكانها دوما في تقنينها ليصبح عندهم الأمر مريح و قانوني و يتسنى لهم مزاولة نشاطهم الفلاحي في حلة قانونية مقننة لكن هذا لم يحدث طوال السنين التي مرت و سكان هذه المناطق يعيشون الرعب و الذعر و الهلع كلما رأو رجال الدرك يختبئون كأنهم مجرمون !!
يتعامل المزارع البسيط مع بعض المتاجرين الصغار الذين يقتنون منه منتوجه السنوي من مخدر ” الحشيش” بأثمنة بخيسة لا تكفيه حتى لتغطية واجبات أسرته الصغيرة و يلجئ في غالب الأحيان إلى الإقتراض من أجل استكمال الموسم و توفير المؤونة و الحاجيات الضرورية اليومية و هذا ما يزيد الطين بلة بحيث يجد مزارع الحشيش نفسه آخر الموسم بين واجب دفع الدين و الإقتراض مرة آخرى…. فمن المستفيد إذن من حشيش المغرب !!
هناك من يسمونهم بأباطرة الحشيش و هم المستفيدون الأبرز و بشكل مباشر من حشيش المزارع المهلوك بحيث يعملون في تصديره إلى خارج المغرب عبر عدة طرق و بأشكال مختلفة أحيانا تدخل فيها أيدي فاسدة، و يستغلوا أباطرة الحشيش شساعة السواحل المغربية لإستخراج أطنان من مخدر الحشيش خارج التراب تجاه أوروبا بحيث يبعونه بأموال طائلة تقدر بالمليارات عكس ما يربح المزارع ، لكن هذا يجعلنا نتساءل كيف يتم تهريب الحشيش وسط إجراءات أمنية مشددة أليس هذا مثير للفضول لمعرفة حقائق أخرى أكثر تدقيقا و تفصيل ، ففي تصريح صحفي سابق أجرته قناة أجنبية مع أحد متاجري الحشيش في هولندا قال ” اشتري الحشيش من المغرب و تحديدا من كازا بلانكا و أنقله عبر السواحل بمعية مسؤولين مغاربة يزينون في البلاد لكن أدفع لهم لتسهيل مأموريتي ” هذا ما جاء على لسان أحد الأباطرة الذي كشف ما لم يستطيع كشفه متاجري المغرب لأنهم سيكون قد أخلفوا الوعد الذي بينهم و بين من يعبد لهم الطريق لتهريب الحشيش و هذا لن يكون في صالحهم لأنهم يستفيدون أجمع من اللعبة اللعينة !!
معظم حشيش المغرب تذهب لمقاهي امستردام بهولندا لأن هناك الحشيش مرخص لبيعه بشكل مقنن و علنا في المقاهي المختصة و بأموال باهضة و يرغب زبناء مقاهي امستردام في حشيش المغرب لأنه ذو جودة عالية و يعتبرونه الأفضل لكون التربة التي ينتج فيها و خصوبة الأراضي الفلاحية و جودة البذور البعيدة عن كل انواع التعديل الجيني و الوراثي لهذ يعمل أباطرة الحشيش المغربي على تصديره لامسترادم بطرق غير قانونية ثارة و ثارة بتدخل من مسؤولين كبار يستفيدون بدورهم من العملية بحيث يدفعوا لهم الاباطرة ملايين الدراهم و إذ لم يكون هذا لأحبطت جل عمليات التهريب لقوة و متانة أجهزة مكافحة المخدرات بالمغرب !!
يبقى المزارع أو فلاح القنب الهندي هو الحلقة الأضعف في مسلسل الحشيش و الأموال هذا دون أن نغفل على ما يعانيه مزارع الحشيش في أدغال كتامة و البقية بحيث يعيش عبيد في أرضه و في سراح مؤقت ليس أكثر لأن خطأه أن ارضه لا تنتج سوى القنب الهندي بكل بساطة فهذا يجعل 25% من المزارعين متابعين قضائيا مما يجعلهم يختبئون لسنين في بيوتهم و أراضيهم مقيدون خوفا من الإعتقال ، و هذا الأمر ينعكس سلبا على أبنائهم بحيث يعيشوا بدون كرامة و مهضومين الحقوق بل لا يتمتعون حتى بأبسطها و ذالك أن أباواهم لا يستطيعون الإدلاء ببطاقتهم الوطنية لتسجيلهم في سجل الحالة المدنية و بالتالي يعيشوا مجهولين الإسم و النسب و لا يتسنى لهم التمتع بحق التعليم و الصحة و غيرهما فتعطينا كل هذه المعطيات شاب يعاني البطالة و الجهل و الفقر المذقع الذي ورثه عن والديه !!
في ظل التهميش الذي يعانيه المزارع البسيط و الفقر الذي يداهمه من كل جهة بادرا في سنة 2014 حزبين و هما الأصالة و المعاصرة و حزب الإستقلال في تقديم مقترح للبرلمان يهم تقنين القنب الهندي و استعماله في صيغ طبية و صيدلية لكن لم تتجاوب الحكومة أنذاك مع مقترحيهما و قابلتهما بالرفض ليظل المزارع يواجه الصعاب و العقبات لوحده !!
ويلات المزارع يقابلها إهمال المسؤولين و استفادة أباطرة المخدرات تتصدر المشهد !!