الرئيسية

ندوة علمية بالفقيه بن صالح تتناول رهانات الطوبونيميا في تثبيت الهوية وصون الذاكرة الوطنية

نُظّمت، يوم امس الخميس 22 ماي 2025، بقاعة الندوات التابعة لملحقة عمالة إقليم الفقيه بن صالح، ندوة علمية وازنة تحت عنوان:
“طوبونيميا أعلام ورجال المقاومة والحركة الوطنية في المغرب: دلالاتها ورهاناتها في حفظ الذاكرة التاريخية”.
اللقاء، الذي أتى بمبادرة من فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالفقيه بن صالح، وبتنسيق مع عدد من الشركاء المؤسساتيين والجامعيين، شكّل لحظة علمية وثقافية بارزة ناقشت أبعاد الطوبونيميا في حفظ الذاكرة الجماعية وترسيخ الهوية الوطنية.

وقد ساهم في تنظيم هذا الحدث العلمي، إلى جانب فضاء الذاكرة، كل من عمالة الإقليم، المجلس الجماعي، المدرسة العليا للتكنولوجيا، المديريتين الإقليميتين للتربية الوطنية والشباب، مندوبية التعاون الوطني، مركز معابر للدراسات، الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، ومركز الدراسات والأبحاث في التربية والتكوين ببني ملال.

حضر أشغال الندوة الكاتب العام لعمالة الإقليم، باشا المدينة، ورؤساء المصالح الخارجية، إضافة إلى نخبة من الأكاديميين والباحثين، وطلبة وأطر المؤسسات التعليمية، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني.

في كلمتها الافتتاحية، عبّرت السيدة مريم بوزكراوي، مديرة فضاء الذاكرة التاريخية، عن اعتزازها بالتعاون المؤسسي الذي أفرز هذه المبادرة الأكاديمية، مشيدةً بالدعم المتواصل للسلطات الإقليمية، ومبرزة أهمية الطوبونيميا كآلية فعالة في حفظ التاريخ وتخليد رموز المقاومة والحركة الوطنية في الذاكرة العمومية.

الجلسة العلمية الأولى

برئاسة الدكتور خالد بويقران، باحث في التاريخ المعاصر

1. “التاريخ والتراث الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة: من خلال الحقل الطوبونيمي”
قدمت خلال هذه المداخلة، الدكتورة سعاد بلحسين، قراءة في الطوبونيميا كأداة لاستحضار الموروث الجهوي واستعادة رموزه المقاومة.

2. “جامعة السلطان مولاي سليمان: الإحالة الرمزية والاعلامية – التسمية ودلالاتها في حفظ الذاكرة التاريخية الوطنية”
استعرض الدكتور الفقيه الإدريسي أبعاد التسمية الرمزية للمؤسسة الجامعية وأثرها في الذاكرة الوطنية.

3. “الطوبونيميا كأداة لبناء الذاكرة: تسمية المؤسسات التعليمية بأسماء المقاومين – سيدي محمد الفاطميين الحاج السلمي نموذجًا”
تناول الدكتور خالد التوزاني العلاقة بين أسماء المقاومين وتربية الأجيال على قيم الانتماء والوفاء.

4. “من رموز المقاومة التادلية: أسماء ودلالات”
سلط الدكتور نور الدين أمعيط الضوء على رمزية أسماء الشوارع والساحات باعتبارها وسيلة لتخليد البطولات المحلية.

 

الجلسة العلمية الثانية

برئاسة الدكتورة سعاد بلحسين، أستاذة بجامعة السلطان مولاي سليمان

1. “الطوبونيميا في بلاد تادلا زيان: مقاربة سوسيو-مجالية في تخليد رموز المقاومة والحركة الوطنية وبناء الذاكرة الوطنية”
قدمت الدكتورة مريم بوزكراوي مداخلة حول أهمية تسمية الفضاءات العمومية بأسماء المقاومين كرافعة لترسيخ الذاكرة النضالية.

2. “الطوبونيميا في الصحراء المغربية: بين الذاكرة الجغرافية للمقاومة والترافع التاريخي عن السيادة الوطنية”
ناقش الدكتور خالد بويقران الأبعاد السيادية للطوبونيميا في الصحراء المغربية، وعلاقتها بالترافع التاريخي والحقوقي.

3. “Toponymie Marocaine: Identité mémorielle et aménagement linguistique – Étude des marqueurs religieux et politiques”
تناول الدكتور أنس البخاري في مداخلته باللغة الفرنسية الطوبونيميا كأداة لغوية وثقافية لترسيخ الهوية والتعدد الرمزي للمكان.

4. “مؤسسات الفضاء العمومي وسؤال تكريس الانتماء الوطني”
ناقش الدكتور عبد الرزاق الفراوزي كيف تساهم تسميات المرافق العمومية في تشكيل الانتماء الوطني وتعزيز الولاء الرمزي للأرض.

 

توصيات الندوة

أوصى المشاركون بأهمية تطوير البحث العلمي في مجال الطوبونيميا، وربط هذا الحقل بالدراسات التاريخية والوثائقية والشفوية، داعين إلى اعتماد سياسة عمومية ثقافية تُعنى بتسمية الفضاءات العمومية بأسماء رموز الكفاح الوطني، كوسيلة لتعزيز الشعور بالانتماء وصيانة الرأسمال الرمزي للمغرب.

واختُتمت فعاليات الندوة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، في جو وطني مفعم بالاعتزاز بالهوية والذاكرة والتاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى