الرئيسيةجهات

طانطان يوسف الصباري نضال هادئ من أجل الحق في الشغل والكرامة

 

مع اختتام فعاليات موسم ألموكار  بطانطان، الذي افتُتح في 14 ماي وسط تغطية إعلامية وحضور وازن، يظل مشهد الاعتصام السلمي الذي يخوضه الشاب الطموح يوسف الصباري أمام مقر عمالة إقليم طانطان، شاهداً على واقع آخر يعانيه شباب المدينة؛ واقع البطالة، والتهميش، وانعدام التواصل مع السلطات.

فرغم الميزانيات الضخمة التي تم رصدها لتنظيم الموسم، والذي يُعد من أبرز التظاهرات الثقافية والتراثية في الاقاليم  الجنوبية للمملكة المغربية  لا تزال فئة واسعة من أبناء طانطان تئن تحت وطأة الفقر والبطالة وغياب آفاق التشغيل في مفارقة صارخة بين الاحتفال بالتراث وغياب أدنى مقومات العيش الكريم لفئة عريضة من الشباب.
ويُعد اعتصام يوسف الصباري، الذي دخل فيه منذ فترة طويلة، تجسيدًا حيًا لمعاناة الشباب الطنطاني الذي يرى أحلامه تتلاشى وسط صمت رسمي وانعدام لقنوات الحوار والتواصل من الجهات المسؤولة الأمر الذي يطرح تساؤلات حقيقية حول نجاعة البرامج التنموية بالإقليم ومدى مراعاتها لحاجيات الساكنة، خاصة في ما يتعلق بالشغل والتكوين والإدماج الاقتصادي.
وفي الوقت الذي يُنتظر فيه من السلطات المحلية أن تنخرط بشكل فعّال في فتح حوار جاد ومسؤول مع المعتصم ومختلف الفعاليات الشبابية، لا تزال الأصوات المطالبة بالعدالة الاجتماعية وبتوزيع عادل للثروات تُقابل بالتجاهل، في وقت أصبحت فيه الاحتجاجات السلمية الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الإحباط واليأس من السياسات المعتمدة.
إن حالة يوسف الصباري ليست سوى نموذج من نماذج كثيرة لشباب طانطان الذين يحلمون بغدٍ أفضل، ويتطلعون إلى مغرب الإنصاف والتنمية والتكافؤ، وهي دعوة صريحة للمسؤولين في الإقليم لإعادة النظر في أولوياتهم، والاستماع إلى نبض الشارع، قبل أن يتحول الإحباط إلى انفجار اجتماعي لا يُحمد عقباه.
فهل تُصغي السلطات المحلية لصوت يوسف الصباري ومن يشبهه؟ أم سيبقى ألموكار موسماً للاحتفال فقط، دون أثر ملموس على أبناء الأرض التي تحتضنه؟

زر الذهاب إلى الأعلى