في إطار فعاليات النسخة الثامنة عشرة لموسم طانطان، الذي يحتفي بالإرث الثقافي والإنساني للمملكة شهدت مدينة طانطان يوم الخميس 15 ماي الجاري مبادرة اجتماعية مميزة تمثلت في زيارة تفقدية إلى مقر العصبة المغربية لحماية الطفولة، نظمتها نخبة من الصحافيين المشاركين في التظاهرة، بمشاركة فاعلين جمعويين
وممثلين عن مؤسسة الموكار وعدد من الشركاء المحليين. وقد تميزت هذه الزيارة بحضور السيد محمد فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة الموكار، الذي حرص على مرافقة الوفد للاطلاع عن كثب على أوضاع الأطفال المستفيدين من خدمات دار الأيتام بطانطان، والتي تحتضن حاليًا 31 طفلًا من بينهم سبع فتيات في ظل ظروف تراعي الجوانب التربوية والاجتماعية والصحية. وخلال هذه الجولة، قدم الطاقم الإداري والتربوي للعصبة المغربية لحماية الطفولة شروحات وافية حول برامج الرعاية المتبعة مؤكدين أهمية التفاعل المؤسساتي والمجتمعي لضمان استمرارية الخدمات والرفع من جودتها، في سبيل تمكين هذه الفئة من حقوقها الأساسية في الرعاية والتكوين وفي بادرة ذات طابع إنساني وتربوي، أعلنت مؤسسة الموكار، برئاسة السيد محمد فاضل بنيعيش، عن تقديم مجموعة من الحواسيب المحمولة لفائدة الأطفال نزلاء دار الأيتام، في خطوة تستهدف تعزيز قدراتهم الرقمية، وتمكينهم من أدوات التعلم الإلكتروني التي أصبحت ركيزة أساسية في المسارات التعليمية الحديثة. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من طرف إدارة العصبة التي ثمنت عالياً هذا الدعم النوعي، مشيدة بالدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة الموكار في مرافقة المؤسسات الاجتماعية المحلية وتكريس ثقافة التضامن العملي. وفي تصريح لأحد أطر المؤسسة، تم التأكيد على أن العصبة المغربية لحماية الطفولة بمدينة طانطان تحظى بدعم مستمر من عدد من الشركاء، من ضمنهم التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وجهة كلميم وادنون، إلى جانب عدد من المحسنين المحليين والوطنيين، وقد ساهم هذا الدعم في ضمان استمرارية العمل الاجتماعي وتحسين جودة الخدمات الموجهة للأطفال في وضعية هشاشة. من جهتهم، عبّر الصحافيون الحاضرون عن إعجابهم العميق بالمجهودات التي تقوم بها العصبة، مشيدين بالدور النبيل والفعّال الذي تضطلع به في رعاية الأطفال، كما اعتبروا هذه الزيارة تجربة ميدانية فريدة أتاحت لهم ملامسة الواقع الاجتماعي للمنطقة بعيدًا عن القوالب النمطية للتغطية الإعلامية. وتندرج هذه المبادرة في صلب الرؤية الشاملة لموسم طانطان، الذي يسعى إلى تجاوز الطابع الاحتفالي للحدث، من خلال إبراز البعد الإنساني والثقافي للمجتمع المحلي وتعزيز الانفتاح على قضايا التنمية الاجتماعية بما يرسخ قيم التكافل والتضامن والتلاحم الوطني، ويؤكد مكانة موسم طانطان كموعد حضاري شامل يجمع بين عبق التراث واستحضار الواجب الإنساني في تجسيد حي لقيم المغرب الأصيلة.