شهدت مخيمات تندوف، خلال الساعات الماضية، مواجهات عنيفة بالذخيرة الحية بين ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية وعصابات المخدرات، وسط حالة من الرعب والهلع في صفوف ساكنة المخيمات.
ووفق مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تم تصويرها من داخل المخيمات، اندلعت الاشتباكات نتيجة صراعات حادة بين فصائل البوليساريو وبعض الشبكات الإجرامية حول تقاسم مسارات التهريب والأنشطة غير المشروعة، التي باتت تشكل مصدر تمويل رئيسي للطرفين.
ورغم محاولات قيادة البوليساريو احتواء الوضع، إلا أن المواجهات العنيفة كشفت مرة أخرى عن هشاشة الوضع الأمني داخل المخيمات، واستمرار معاناة المدنيين جراء الفوضى والانفلات.
وتؤكد تقارير ميدانية أن ميليشيات البوليساريو أصبحت متورطة بشكل متزايد في أنشطة إجرامية تشمل تهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، وتسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية، مما جعل من مخيمات تندوف أرضًا خصبة للجريمة المنظمة، وملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية التي تجد فيها بيئة مثالية للتخطيط والتحرك دون رقيب أو حسيب.
ويعزز هذا الانفلات الأمني التحذيرات المتكررة بشأن تحول المخيمات إلى بؤر للجماعات الإرهابية تهدد السلم الإقليمي، في ظل تخلٍ تام عن الالتزامات الدولية والأممية تجاه وضعية اللاجئين ومخاطر استغلالهم في صراعات إجرامية وعسكرية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
