تواجه جمهورية زيمبابوي أزمة إنسانية غير مسبوقة تتمثل في واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ أربعة عقود، حيث تؤثر هذه الكارثة الطبيعية على نحو 50% من السكان، أي ما يعادل حوالي 7.6 مليون شخص، بينهم 3.5 مليون طفل. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحذيرات بشأن تداعيات الجفاف والأمراض التي تهدد حياة الملايين في البلاد.وفقًا لتقارير اليونيسف، ارتفع معدل انتشار الهزال بين الأطفال من 4.1% في عام 2023 إلى 4.9% في العام 2024. تُعد هذه الزيادة مؤشرًا واضحًا على تفاقم الأزمة الغذائية وسوء التغذية الناجم عن نقص المياه ونقص الغذاء في العديد من المناطق.في سياق تفشي الأمراض، أعلنت زيمبابوي عن ظهور حالات إصابة بداء الكوليرا في منطقة كاريبا، حيث تم تسجيل ست حالات في البداية، ليصل العدد إلى 119 حالة بحلول نهاية نوفمبر. بالإضافة إلى ذلك، فإن البلاد تواجه أيضًا مخاطر انتشار أمراض أخرى مثل شلل الأطفال والجدري المائي، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني يؤكد تقرير اليونيسف أن زيمبابوي ليست فقط في مواجهة أزمة جفاف، بل تعاني أيضًا من أزمات متعددة تشمل تفشي الأمراض وفشل الإمدادات الأساسية. الجفاف، الذي تسبب فيه بشكل جزئي ظاهرة النينيو، يُزيد من المعاناة اليومية للسكان، حيث يؤدي إلى نقص الموارد المائية والغذائية في ضوء هذه الأوضاع المأساوية، دعت اليونيسف المانحين لتوفير 26.8 مليون دولار أمريكي لتلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص، بما في ذلك ما يقرب من 978 ألف طفل يعيشون في المناطق الأكثر تضررًا. لذا، فإن الدعم العاجل يصبح ضرورة ملحة لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال والعائلات المتأثرة.