عبد الله فعراس
أصدرت العصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء للكراطي بلاغًا رسميًا تعبر فيه عن استيائها العميق من المشكلات المتزايدة التي تواجه جمعيات الكراطي في الأقاليم الجنوبية للمملكة. جاء هذا البلاغ بعد رسالة مشتركة بعث بها رؤساء العصب الجهوية الثلاث: الداخلة وادي الذهب، العيون الساقية الحمراء، وكلميم وادنون، إلى السيد محمد مقتابل، رئيس الجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة. وقد استعرضت الرسالة العقبات التي تعيق تطور هذه الرياضة في المناطق الجنوبية، وركزت على قضايا ملحة، أبرزها التهميش الذي تعاني منه الجهات الصحراوية في الأنشطة الرياضية، وضعف الميزانيات المخصصة للعصب مقارنة بباقي جهات المملكة، وهو ما يمثل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق التوازن في التنمية الرياضية.
دعت الرسالة أيضا إلى مراجعة نظام العصب الجهوية بما يتناسب مع البنية الإدارية للمملكة وتوجهاتها نحو اللامركزية، مشددة على أهمية تكوين الحكام والمدربين، وتفعيل المشاركة الفعالة للجمعيات في الأنشطة المرتبطة بالكراطي. ورغم الأمل الذي حمله الاجتماع المرئي عبر منصة “زوم” بين مسؤولي الجامعة ورؤساء العصب، جاءت النتائج مخيبة للآمال، حيث لم يتم تناول القضايا المطروحة بجدية، مما أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن محاولات البعض داخل الجامعة لخلق انقسامات بين الجمعيات.
في هذا السياق، اجتمع رؤساء جمعيات الكراطي في كل من جهة الداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء وكلميم، في 16 نونبر 2024، ليعبروا عن رفضهم القاطع لتلك الممارسات، مؤكدين دعمهم لروح الخطابات الملكية السامية التي تدعو إلى النهوض بالرياضة والشباب. كما طالبوا بإلغاء القرارات المتعلقة بحل العصبتين الجهويتين الداخلة واد الذهب، والجمعيات التابعة لها وإدماجها ( بعصبة العيون الساقية الحمراء)…وكذا عصبة كلميم وادنون وجمعيات الجهة التي تم حلها و إحالتها إلى عصبة أكادير ويثير هذا الوضع القلق حيث يُعتبر خطوة غير منصفة تؤثر سلبًا على مصالح الجمعيات الرياضية علما أنه دستوريا وقانونيا لا يحق للجامعة حل أي جمعية أو عصبة إلا من خلال جمع عام استثنائي أو حكم قضائي وهدا يعد خرقا للقانون
إن الرياضة في الأقاليم الجنوبية ليست مجرد نشاط بدني، بل تمثل رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، خصوصًا في ظل الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الأقاليم. تمثل ممارسة الرياضة وسيلة لتعزيز التماسك الاجتماعي وترسيخ قيم المساواة بين الجنسين من خلال دعم مشاركة النساء والفتيات في الأنشطة الرياضية.
تظل العصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء للكراطي متمسكة بحقوق جمعياتها ومتطلعة إلى تحقيق رؤية ملكية سامية تدعو إلى النهوض بجميع المجالات الاجتماعية والرياضية والثقافية في الأقاليم الجنوبية. يمثل هذا الحراك دعوة واضحة للجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة لتحمل مسؤوليتها تجاه الأقاليم الجنوبية، والعمل بجدية على تجاوز التحديات الحالية. فالرياضة، كحق دستوري، يجب أن تحظى بالدعم والاهتمام اللازمين لضمان العدالة والمساواة في مختلف ربوع المملكة، مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الطموحات الوطنية المنشودة.
