استمر المستشار الألماني أولاف شولتس في معارضته القوية لإرسال صواريخ كروز بعيدة المدى إلى أوكرانيا، مؤكدًا موقفه الثابت على الرغم من الضغوط المتزايدة من كييف والعديد من الأحزاب السياسية الداخلية. على خلفية التصعيد في النزاع الروسي الأوكراني، يثير قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” اهتماماً بالغًا، لكن شولتس يبقى حذرًا، مشيرًا إلى المخاطر المحتملة التي قد تُجرّ ألمانيا إلى صراع مباشر مع روسيا.
يُعتبر صاروخ “توروس” أحد أبرز قدرات الجيش الألماني، بمدى يبلغ 500 كيلومتر، مما يجعله أداة فعالة في العمليات العسكرية. رغم ذلك، يرفض شولتس تزويد أوكرانيا بهذه التكنولوجيا القتالية المتقدمة خوفًا من تصعيد النزاع، حيث يُعتقد أن استخدام هذه الصواريخ قد يفتح المجال لمواجهة أوسع.
تتزايد الضغوط على شولتس من حيث التحركات السياسية، حيث يطالب الحزب الديمقراطي الحر، إضافةً إلى أحزاب المعارضة، بتقديم مقترحات لدعم أردوغان مسيرته الدفاعية. الحزب الجماهيري الأكبر، المتمثل في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يدعم بدرجة عالية فكرة تسليم الصواريخ، فيما يعبر حزب الخضر عن نوايا مماثلة من خلال تصريحات قادته، ما يزيد من الحرج على الحكومة الاتحادية.
وبالتوازي، تحدد وزيرة الخارجية الفيدرالية، أنالينا بيربوك، مواقف حكومتها، حيث تُبرز أن هدف ألمانيا ينصب على دعم أوكرانيا في مواجهة التهديدات، مع تحذيرٍ من أن الضغوط الآتية من كييف قد تؤدي إلى تعقيد الوضع. وقد أذنت الحكومة الألمانية باستخدام أسلحتها في المناطق المحاذية لمدينة خاركيف، مما يعكس استراتيجيتها المحدودة في التعامل مع القضايا الأمنية والدفاعية
الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أشاد بموقف ألمانيا، معبرًا عن اعتقاده بأن القرار بتحجيم توريد الأسلحة يُعدّ موقفًا مسؤولًا. ولكن بينما تشتد المطالب بتسليح أوكرانيا، يبقى شولتس متمسكًا بموقفه، مُشددًا على ضرورة تجنب أي انجرار إلى صراع عسكري جديد في أوروبا