تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرئيس المجلس الإقليمي ببوجدور أثار موجة واسعة من الجدل حول تصريحاته خلال لقاء جمعه بمجموعة من سكان الإقليم حيث دعا رئيس المجلس إلى رحيل أحد أبرز المستثمرين في قطاع الصيد البحري و المعروف بـ(ك.م.ص)
ما فتح باب التساؤلات حول طبيعة هذا الخلاف وهل هو مجرد صراع مصالح بين المستثمرين أم أنه يعكس قلقًا حقيقيًا بشأن استغلال ثروات الإقليم وحقوق الساكنة.؟ اللقاء شهد نقاشات موسعة حول التحديات التي تواجه سكان الإقليم حيث سلط رئيس المجلس الضوء على معاناة الشباب والنساء جراء ارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل مؤكدًا على ضرورة التحرك لمعالجة الوضع من خلال تشكيل لجنة خاصة لإحصاء المتضررين وإعداد ملف شامل يُرفع لعامل الإقليم الذي وصفه بأنه شخصية فعالة في تعزيز التنمية المحلية كما أشاد رئيس المجلس بالتحولات الإيجابية التي شهدها الإقليم منذ تعيين العامل الحالي عام 2017 مشيرا إلى الجهود التي بذلت لتحسين الأوضاع الإدارية والعملية للإقليم والتي انعكست بشكل إيجابي على رضا الساكنة مؤكدًا أهمية مشاركة الجميع في دفع عجلة التنمية في ذات السياق، تحدث رئيس المجلس عن تجربته الشخصية كمستثمر في قطاع الصيد بمدينة العيون مند سنة 2021 معربًا عن رغبته في استثمار إمكانياته في مسقط رأسه بوجدور لما يمتلكه الإقليم من ثروات بحرية هائلة يمكن أن تعود بالنفع على السكان لكن هذه التصريحات أثارت جدلًا حول احتمالية تضارب المصالح بين منصبه كرئيس للمجلس وتطلعاته الاستثمارية مما دعا إلى النقاش حول مبدأ تكافؤ الفرص الذي كفله الدستور المغربي الانتقادات التي وجهها رئيس المجلس للمستثمر (ك. م. ص) كانت حادة حيث اتهمه بتحقيق أرباح ضخمة تقدر بعشرة مليارات سنويًا ووصف استمرار وجوده بالإقليم بأنه أمر غير مقبول داعيًا بشكل صريح إلى رحيله. هذه التصريحات أثارت انقسامًا في الرأي فهناك من رأى فيها صراعًا شخصيًا يعكس طموحات الرئيس بينما اعتبرها آخرون محاولة لحماية حقوق السكان والدفاع عن ثرواتهم في المقابل انتقد عدد من المتابعين لغة التصعيد التي تبناها رئيس المجلس معتبرين أن الأولوية يجب أن تكون لمعالجة قضايا أكثر إلحاحًا كالبطالة وتطوير البنية التحتية وشددوا على أهمية توحيد الجهود بين القطاعات المختلفة لإيجاد حلول تسهم في تحسين ظروف العيش لسكان الإقليم بعيدا عن صراعات المصالح و يبقى الجدل مستمرا حول تصريحات رئيس المجلس الإقليمي ببوجدور فيما يأمل الجميع أن تسفر النقاشات عن قرارات تخدم مصالح السكان وتعزز من فرص التنمية في المنطقة.