“علال فعراس ”
آمال الشباب تحت وطأة التحديات الاقتصادية
تعد مدينة بوجدور إقليم التحدي مثالا حيا على طموح الشباب وإبداعهم، حيث يسعى هؤلاء لتحقيق إنجازات ملحوظة في مجالات الرياضة ورغم هذه الطموحات، إلا أنهم يواجهون عقبات كبيرة، أبرزها البطالة ونقص الاستثمارات، مما يُلقي بالشباب في دوامة من الإحباط والتحديات. لذا، تظهر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الحالية ضرورة تدخل السلطات المحلية لخلق بيئة داعمة للشباب تشير المعطيات إلى أن بعض الأندية الرياضية المحلية ببوجدور تعاني من أزمة حادة في التمويل، مما يؤثر سلبا على قدرتها على تطوير الأداء الرياضي وتنظيم الفعاليات. كما يفتقر القطاع الرياضي في بوجدور إلى الدعم من الشركات المستثمرة في مجال الصيد البحري، رغم أهمية هذا القطاع في الاقتصاد المحلي. إن نقص الدعم المالي من هذه الشركات يؤثر بشكل كبير على قدرة الأندية في ضمان تمويل أنشطتها وتوفير بيئة رياضية مناسبة للشباب إضافة إلى ذلك، يلعب شح ونقص بل وانعدام الدعم المادي من المجالس المحلية دورا في تفاقم الوضع. فالأندية الرياضية تفتقر إلى الموارد اللازمة لتحقيق أهدافها، مما يحد من قدرة الشباب على استثمار طاقاتهم في مجالات الرياضة وتحقيق إنجازات مهنية. وبدون هذا الدعم، يصبح الشباب في بوجدور، الذين كانوا يأملون في تطوير مواهبهم، عرضة للإحباط، وقد يختار البعض منهم الابتعاد عن ممارسة الرياضة نهائيا. فالأندية ليست مجرد أماكن للتدريب، بل هي مدارس تربوية تساهم في تشكيل أجيال قادرة على مواجهة التحديات يمتاز إقليم بوجدور بجغرافيا بحرية فريدة، مع شريط ساحلي واسع يتيح له إمكانيات عظيمة في مجال الصيد البحري. ورغم أهمية هذا القطاع الاقتصادي، إلا أنه لا يزال غير قادر على استيعاب العدد المتزايد من العاطلين عن العمل، مما يستدعي ضرورة تنمية مجالات أخرى مثل السياحة والخدمات. يستمر غياب الدعم من الشركات والمجالس المحلية في تفاقم أزمة البطالة في أوساط الشباب في ظل غياب الدعم المالي، يجد الشباب أنفسهم أمام تحديات صعبة، إذ يضطر البعض إلى خيار الهجرة غير الشرعية كوسيلة هروب من واقعهم الصعب. وتبرز هذه الخيارات عمق الإحباط الذي يعاني منه هؤلاء الشباب، في ظل قلة الفرص لتعزيز مهاراتهم وتحقيق أحلامهم إن تزامن هذه الأوضاع مع ما أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاباته حول أهمية دعم الرياضة والشباب يزيد من ضرورة تقديم الدعم للأندية الرياضية في بوجدور. فقد أشار جلالته إلى أن هذه الاستثمارات تمثل مفتاحًا لتحقيق إنجازات وطنية غير مسبوقة، مما يُبرز الحاجة لتكثيف الجهود لمعالجة هذه التحديات، بما في ذلك إشراك القطاع لذلك يُعتبر تعزيز النشاطات الرياضية وتوفير فرص العمل ليسا مجرد أهداف آنية، بل هما ركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في بوجدور. ومن هذاالمنطلق نأمل في تفعيل دور الشركات المستثمرة في الصيد البحري لدعم الأندية، بالإضافة إلى تعزيز دعم المجالس المحلية، مما يمكن أن يُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ويفتح أفقًا جديدًا لمستقبل مشرق لأبنائها.
علال فعراس المنسق الإعلامي الجهوية للائتلاف المغربي للدفاع عن حقوق الانسان جهة العيون الساقية الحمراء
لنا عودة في الموضوع