تستمر المسرحية في رواق ضفاف بالرباط في تسليط الضوء على تجربة الاغتراب والتحديات التي يواجهها المهاجرون، ملمحة إلى الأثر العميق الذي تتركه هذه التجربة على الهوية والاندماج من خلال عرض مبدع يجمع بين الكوميديا والدراما، أحاطت الممثلة المسرحية نادية بنزاكور بجمهورها بأداء مميز يرصد تجربة الاغتراب ومحاولات المهاجرين للتأقلم داخل مجتمعاتٍ تختلف تماماً عن ثقافتهم الأصلية. من خلال تقمص أدوار متعددة، رسمت بنزاكور صورًا حية للواقع الاجتماعي الذي يواجهه المغاربة المقيمون بالخارج، مستعرضة تفاعلهم مع التغيرات والتحديات في بلدان إقامتهم إن المسرحية لا تقتصر فقط على تسليط الضوء على قضايا الاغتراب والهوية، بل تتحدث أيضًا عن مدى تأثير آراء الآخرين على شخصيات الأفراد، وكيف تؤثر هذه الآراء على عملية الاندماج في دول الاستقرار. يعتبر هذا العمل الفني نقطة تحول في المشهد الثقافي المغربي، حيث يقدم رؤيةً متكاملة وإنسانية لتجارب المهاجرين من جهته، أوضح المخرج المسرحي أمين بودريقة أن المسرحية تعبر عن الازدواجية الثقافية وتبرز تشبث المهاجرين بثقافتهم وهويتهم، مما يجسد الحالة الإنسانية في مواجهة التحديات الثقافية والتكيف مع بيئات جديدةعلى هذا النحو، تجسد مسرحية الوصول بالطائرة” روح التفاؤل والإبداع التي تعكس تجربة المغاربة المقيمين بالخارج، وتثبت أن الفن قادر على تبني القضايا الاجتماعية وتسليط الضوء عليها بشكل يعكس الروح الإنسانية.