شهدت مدينة أغيلهوك في شمال مالي حدثًا هامًا تمثل في استسلام مجموعة كبيرة من المسلحين لقوات الجيش المالي، وذلك يوم الأحد الماضي.وذكرت مصادر عسكرية مالية أن “هذه المجموعة قدمت نفسها طواعية وسلمت معداتها العسكرية، بما في ذلك خمس مركبات ورشاشات وذخيرة ومعدات عسكرية أخرى”.ويُربط بعض المحللين هذا الاستسلام بالعمليات العسكرية الناجحة التي نفذها الجيش المالي في الأسابيع الأخيرة، خاصة في منطقة “الحدود الثلاثة” (مالي وبوركينا فاسو والنيجر) حيث تمكن من القضاء على مسؤول كبير في تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.يُمثل هذا الاستسلام الجماعي للمسلحين انتصارًا هامًا للجيش المالي في حربه ضد الإرهاب والجماعات المسلحة،ويُعزز من الأمن والاستقرار في منطقة الشمال المضطربة.وتُعد هذه خطوة إيجابية أخرى نحو تحقيق السلام الدائم في مالي، التي تعاني منذ عام 2012 من أزمة أمنية وسياسية واقتصادية وإنسانية ناجمة عن توسع النشاط الإرهابي.يُذكر أن مالي تحظى بدعم دولي كبير في مكافحتها للإرهاب، حيث تُقدم لها الدول الغربية والعديد من الدول الإفريقية المساعدة العسكرية والمالية والتدريبية.وتُشكل هذه الجهود الدولية، إلى جانب العمليات العسكرية الناجحة للجيش المالي، عاملًا هامًا في دفع عملية الاستقرار في البلاد.يُتيح استسلام المسلحين في شمال مالي فرصةً لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة،وفتح الباب أمام تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة.و يبقى على الحكومة المالية بذل المزيد من الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية، ومعالجة جذور الأزمة، وضمان العودة الآمنة للاجئين والنازحين.إنّ استسلام هذه المجموعة من المسلحين يُمثل بارقة أمل لمستقبل أفضل لمالي،ويُؤكد على عزم الشعب المالي على العيش في سلام وأمن.