في خطوة هامة تُعزّز علاقاتها الاقتصادية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تُشير تصريحات وزير الخارجية البيروفي، خافيير غونزاليس أوليتشيا، إلى إمكانية إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الصين بحلول نهاية العام الجاري.وتأتي هذه التطورات خلال زيارة رسمية يقوم بها غونزاليس أوليتشيا إلى بكين، حيث أكد على تفاؤله بإمكانية اختتام المفاوضات الجارية بنجاح خلال الأشهر القادمة.وتُعدّ اتفاقية التجارة الحرة المرتقبة مع الصين خطوة استراتيجية هامة لبيرو، حيث تُتيح لها تعزيز تبادلها التجاري مع ثاني أكبر شريك تجاري لها، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي بشكل عام.وحرص غونزاليس أوليتشيا خلال كلمته على إبراز الفرص الاستثمارية الواعدة التي تقدمها بلاده للشركات الصينية، مشدداً على موقعها الاستراتيجي المُطل على المحيط الهادي، واستقرارها الاقتصادي المُميّز، ووجود بنية تحتية مُتطورة، ناهيك عن تواجد جالية صينية كبيرة في البلاد تُساهم في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات.ولم يقتصر حديث الوزير البيروفي على الجانب التجاري فقط، بل دعا إلى تعزيز التعاون مع الصين في مجالات حيوية أخرى ذات أهمية استراتيجية لكلا البلدين تسعى بيرو إلى تطوير بنيتها التحتية بشكل مُستدام، وتُعدّ الخبرة الصينية في هذا المجال مُفيدة للغاية. تُدرك بيرو أهمية التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية، وتُرحب بتجارب الصين الرائدة في هذا المجال. تُؤمن بيرو بإمكانيات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات، وتسعى إلى الاستفادة من خبرات الصين في هذا المجال.تولي بيرو اهتماماً كبيراً بتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتُعدّ الصين رائدة عالمية في مجال الطاقة الخضراء، ممّا يُتيح فرصاً واسعة للتعاون بين البلدين.وفي سياق متصل، شدد غونزاليس أوليتشيا على تمتع اقتصاد بلاده باستقرار ملحوظ، حيث أن معدلات التضخم السنوي “أقل بكثير مقارنة بدول أمريكا اللاتينية الأخرى”.ويُعزى هذا الاستقرار إلى اتباع الحكومة البيروفية لسياسات اقتصادية رشيدة، و تنوع الاقتصاد الوطني، و ثراء البلاد بالموارد الطبيعية.تُجسد اتفاقية التجارة الحرة المرتقبة مع الصين رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يُساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الرخاء لشعبيهما.وتُؤكّد هذه الاتفاقية على مكانة بيرو كوجهة استثمارية جاذبة، وتُمثل خطوة هامة نحو تعزيز دورها في الاقتصاد العالمي.
