في حادثة مروعة تعكس واقع الأمان في المرافق الصحية، شهدت مدينة الديوانية جنوب بغداد مصرع أربعة أطفال وإصابة أكثر من 20 شخصًا آخرين بحالات اختناق، جراء حريق اندلع في مستشفى للولادة مساء الإثنين. الحادث الأليم أشعل صدور العراقيين بحزن عميق، فالأطفال الأبرياء أصبحوا ضحية لظروف ينبغي التحقيق فيها بجدية.
تشير التقارير الأولية إلى أن الحريق ناتج عن تماس كهربائي انتقل بسرعة إلى عدة أقسام وغرف في المستشفى، ما أدى إلى اندلاع النيران وتصاعد الدخان الكثيف، ما تسبب في حالات اختناق مروعة. السلطات الصحية استجابت بفعالية، حيث تم نقل نحو 150 شخصًا كانوا يعالجون في المستشفى إلى مرافق طبية أخرى في المدينة.
وفي ظل هذا الحدث المأساوي، أعلن وزير الصحة العراقي، صالح الحسناوي، عن تشكيل لجان تحقيقية للكشف عن أسباب الحريق وتحديد المسؤولين، حيث أكد أنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة لمحاسبة المقصرين. ومن جهته، أشار المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء إلى توجيه رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، بسحب يد المسؤولين المقصرين وإحالة الشركة المنفذة لأعمال تأهيل المستشفى إلى التحقيق.
يتساءل العراقيون اليوم عن مدى جاهزية المؤسسات الحكومية لضمان سلامة المرضى والمواطنين. إن فاجعة مستشفى الديوانية تلقي بظلالها الثقيلة على نظام الرعاية الصحية في العراق، وتطرح تساؤلات حول سلامة المرافق الطبية والتدابير الوقائية.