منذ العصور القديمة وحتى اليوم، تعتبر الشباب عماد التغيير وبناء المستقبل. في إفريقيا، حيث تمر القارة بتحولات هائلة وتحديات معقدة، يأتي دور الشباب بأهميته البارزة في تحقيق السلام والأمن. تأتي هذه الأهمية في ضوء جهود مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في تعزيز دور الشباب في جهود السلام على الصعيدين القاري والعالمي.
في اجتماع غير رسمي ثامن جمع بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن الدولي، أكد السفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي، على أهمية تعاون الجهدين لإزالة العقبات التي تعترض إدماج الشباب في جهود السلام. وفي هذا السياق، يظهر الالتزام القوي بتعزيز دور الشباب في تعزيز السلام والأمن على مستوى القارة.
الشباب هم القوة الدافعة والمحفزة لتحقيق التغيير الإيجابي. إنهم يجسدون التجديد والإبداع، وهم قادرون على تقديم رؤى جديدة وحلاً للتحديات القائمة. في هذا السياق، يجب على مجتمع الأمم والمؤسسات الدولية دعم الشباب وتمكينهم للمشاركة الفعّالة في جهود السلام والأمن.
شبكة “WiseYouth”، التي أقرها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، تمثل خطوة إيجابية نحو تمكين الشباب في مجال الوساطة والسلم. هذه الشبكة تسعى إلى تعزيز استراتيجيات الشباب في مجال الدبلوماسية الوقائية ومنع النزاعات. إن دمج الشباب في جهود السلم القارية والإقليمية يسهم بشكل كبير في تحقيق استدامة السلام والأمن.
تعتبر مجموعة الحكماء في الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن ومجلس الأمن الدولي ملتزمين بدعم الشباب وتوجيههم نحو العمل في مجالات السلم والأمن. من خلال تطوير شراكات هادفة وتوفير الفرص المنهجية، يمكن للشباب أن يكونوا قادةً في مجالات الوساطة والحوار وبناء السلام.
إن مستقبل إفريقيا يتوقف على دمج الشباب في جهود السلام وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. يجب أن يتواصل التعاون بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن الدولي لتحقيق هذه الأهداف وتمكين الشباب لبناء عالم أكثر سلامًا واستدامةً.
في الختام، يجب أن نفهم أن الشباب هم القوة الحقيقية والشركاء الأساسيين في بناء سلام مستدام في إفريقيا وحول العالم. إن دعمهم وتمكينهم يمثلان الخطوة الأساسية نحو تحقيق أمن أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا.