زيادة الإنفاق الدفاعي استدامة الأمان في أوروبا تتطلب تحديثًا جادًا”

جلال الدحموني5 أكتوبر 2023

 

في تطور مثير للانتباه، حذر متحدثون في مؤتمر أمني أوروبي يوم الثلاثاء الماضي من تراجع مخزون الذخيرة الخاص بحلفاء أوكرانيا في ظل استمرار الحرب الشرسة التي تخوضها البلاد ضد موسكو. وأثار هذا التحذير قلقًا كبيرًا بشأن استدامة جهوزية حلف شمال الأطلسي “الناتو” لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

منذ سنوات، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ينادي بزيادة الإنفاق الدفاعي لأعضاء الناتو، وهو الأمر الذي أصبح موضوعًا رئيسيًا في المنتدى الأمني في وارسو. وقد أعاد وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، هذا الدعوة أثناء خطابه في المؤتمر، مطالبًا بضرورة تحقيق هدف الـ 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع.

هذا التحذير جاء في سياق يشهد فيه العالم تصاعد التوترات والتحركات العسكرية في شرق أوروبا، مع استمرار الصراع في أوكرانيا وتصاعد التوترات مع روسيا. ومن الواضح أن الحاجة إلى زيادة الجاهزية وزيادة الإنفاق الدفاعي أمور لا تُستهان بها في هذا السياق الدولي المتغير.

تجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد أثار قلقًا بشأن التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها في الناتو، حيث أشار في الماضي إلى أنه قد لا تتدخل الولايات المتحدة لصالح عضو في الناتو إذا تعرض لهجوم. هذا القلق يعود للواجبات والالتزامات التي تفرضها العضوية في الناتو، والتي تشمل التعاون الدفاعي المشترك.

من الجدير بالذكر أن تحقيق هدف الـ 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع قد أصبح أمرًا ملحًا، وليس كمثال أقصى للإنفاق الدفاعي. هذا يعكس حاجة متزايدة لزيادة الاستعداد الدفاعي وتجديد مخزونات الأسلحة في وجه التحديات المتزايدة في العالم اليوم.

ومع انتقادات ترامب للإنفاق الدفاعي، يبقى الوضع تحت المجهر فيما يتعلق بمستقبل حلف الناتو ودوره في الدفاع عن أعضائه. على الدول الأعضاء أن تواجه هذه التحديات بجدية وتعزيز جاهزيتها وقدرتها على الدفاع عن أنفسها وعن حلفائها في حالة الضرورة.

في الختام، يجب أن ندرك أن الأمن والاستقرار في أوروبا وشرق القارة الأوروبية هما أمور حاسمة للسلام العالمي، وعلى الدول الأعضاء في الناتو أن تعمل بجد لضمان استدامة تلك الأمور من خلال زيادة الاستثمار في الدفاع وتعزيز التعاون العسكري.

الاخبار العاجلة