تتصاعد الأزمة الإنسانية على حدود السودان وجنوب السودان، حيث يحذر برنامج الغذاء العالمي من اندلاع أزمة جوع طارئة تلوح في الأفق. تأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الأوضاع الصعبة التي تواجهها العائلات الفارة من النزاع في السودان وعبر الحدود إلى جنوب السودان.
وفي بيان أصدره البرنامج الأممي يوم الثلاثاء، تم تسليط الضوء على الوضع الكارثي الذي يواجهه العديد من الأشخاص في هذه المنطقة. من بين ما يقرب من 300 ألف شخص وصلوا إلى جنوب السودان خلال الخمسة أشهر الماضية، يعاني واحد من كل خمسة أطفال من سوء التغذية، ويعيش 90 بالمائة من الأسر أيامًا دون تناول الطعام.
هذا الوضع الإنساني المأساوي يؤكد على تداعيات النزاع المستمر في السودان وتأثيره الكبير على المدنيين. جميع العائدين إلى جنوب السودان هم من جنوب السودان نفسه، وهم يعودون إلى بلد يعاني بالفعل من احتياجات إنسانية هائلة.
تقييم جديد للأمن الغذائي أظهر أن 90 في المائة من العائدين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بأشكال مختلفة، وأن الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية بنسب عالية.
مديرة برنامج الغذاء العالمي في جنوب السودان، ماري إلين ماكغروارتي، أكدت أن الوضع الإنساني للعائدين غير مقبول وأنه يجب التصدي له بشكل عاجل. تقدم المساعدات الغذائية للعائلات على الحدود حلاً مؤقتًا، ولكن هناك حاجة ملحة لأكثر من 120 مليون دولار لزيادة الدعم للفارين خلال الأشهر القادمة.
تشير التقديرات إلى وجود فجوة تمويلية ضخمة في جنوب السودان تصل إلى 536 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة. وبالأسفلت قد تم تلبية احتياجات الغذاء لنسبة صغيرة من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. يضاف إلى ذلك، تشهد البلاد انسداداً سياسياً يعقد الوضع الإنساني فيها.
يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لمساعدة الناس في هذه المنطقة وتقديم الدعم اللازم لبرنامج الغذاء العالمي وغيره من المنظمات الإنسانية. إن عدم التصدي لهذه الأزمة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة أعداد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية والجوع.