في تقرير ساخن ومثير للقلق، أطلقت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينتو كيتا، إنذارًا عاجلًا بشأن الأوضاع الأمنية المتدهورة في شرق البلاد. وأكدت كيتا أن الأمن لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا في المنطقة، مع استمرار تصاعد التوترات وحدوث أعمال عنف تهدد حياة المدنيين.
جاءت هذه التصريحات خلال إحاطة بينتو كيتا أمام مجلس الأمن يوم الخميس الماضي، حيث استعرضت الأوضاع الراهنة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأشارت كيتا إلى استمرار نشاط حركة 23 مارس المسلحة في المنطقة، ما زال يثير قلق السكان ويزيد من حدة التوترات. كما أبدت إدانتها لعرقلة هذه الحركة لعمل بعثة الأمم المتحدة (مونوسكو).
وفي هذا السياق، دعت بينتو كيتا حركة 23 مارس إلى التخلي عن السلاح والانسحاب من المناطق التي تحتلها، مشيرة إلى ضرورة دعم الدول الموقعة على خطة طريق لواندا للسلام بشكل كامل. كما أكدت ضرورة توفير حماية لأكثر من 2000 نازح في إقليم موينغا في مقاطعة جنوب كيفو.
وتناولت كيتا أيضًا التحديات الإنسانية التي تواجه البلاد، حيث لا يزال أكثر من ستة ملايين شخص مشردين في مناطق مختلفة بسبب الصراعات والتوترات. دعت إلى زيادة التمويل لتلبية احتياجات النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
وشددت رئيسة بعثة الأمم المتحدة على ضرورة إصلاح قطاع الأمن في الكونغو الديمقراطية وضمان تنفيذ الإصلاحات الأساسية، بما في ذلك تشجيع مشاركة العنصر النسائي في القوات الأمنية. كما أشارت إلى أهمية تحضير البلاد للانتخابات المقررة في ديسمبر 2023، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الديمقراطية واستقرار البلاد.
وفي ختام تقديمها، أعربت بينتو كيتا عن استهجانها لاستمرار استهداف بعثة الأمم المتحدة بالمعلومات المضللة والتهديدات، مؤكدة أهمية توفير بيئة آمنة للبعثة لضمان تنفيذ مهمتها بفعالية. ودعت الحكومة الكونغولية إلى ضمان حماية الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، ومكافحة العنف الجنسي الذي يمثل تهديدًا خطيرًا للمرأة في الكونغو الديمقراطية.