في خطوة مفاجئة وجريئة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، عن قرار حكومته بسرعة ترتيب انسحاب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من بلاده. هذا الإعلان يأتي في سياق تصاعد الاستياء الشعبي تجاه وجود هذه البعثة وفشلها المزعوم في حماية المدنيين من الصراعات والميليشيات المسلحة.
تأسست بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية لمساعدة في استعادة الأمن في المناطق الشرقية المضطربة من البلاد، حيث تتصارع المجموعات المسلحة من أجل السيطرة على الموارد والأراضي. ومع مرور الوقت، أصبح وجود هذه القوات مصدرًا للغضب الشعبي بسبب تقاعسها، كما يرون النقاد، في حماية المدنيين ومنع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
في كلمته أمام الجمعية العامة، أشار تشيسيكيدي إلى فشل بعثات حفظ السلام في مواجهة التمردات والصراعات المسلحة في الكونغو. وأكد أنه قد أصدر توجيهات لحكومته لبدء محادثات مع الأمم المتحدة للتفاوض حول انسحاب سريع لهذه البعثة، بحيث يبدأ التنفيذ في نهاية هذا العام بدلاً من ديسمبر 2024 كما كان مخططًا سابقًا.
يأتي هذا الإعلان بعد أحداث عنفية شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة، حيث قامت الجيش بقمع مظاهرات مناهضة للأمم المتحدة في مدينة جوما بشرق البلاد، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وإصابة العشرات. تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الكونغو توترات واحتجاجات ضد وجود قوات حفظ السلام.
إن هذا الإعلان يشكل تحديًا كبيرًا أمام الأمم المتحدة ويثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في الكونغو الديمقراطية. وعلى الرغم من أنه يعبر عن تصاعد الغضب الشعبي، إلا أنه يفتح الباب أمام ضرورة إيجاد حلاً سياسياً مستداماً للأزمة، بما يحقق الأمان والاستقرار للمواطنين ويضمن حقوقهم وسلامتهم.
