سعيد بندهيبة
في ليلة الثامن من سبتمبر عام 2023، تأثرت المغرب بزلزال عنيف هز بعض مناطقه، تاركًا وراءه آثارًا مؤلمة. في رد فعل إنساني رائع ومبادرة تعبّر عن التضامن الوطني والمشاركة في الظروف الصعبة، قرر أعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية في المغرب القدوة بالتبرع بجزء من رواتبهم لمساعدة ضحايا هذا الزلزال المدمر.
تعكس هذه المبادرة النبيلة قيم التكافل والتعاون التي تميز المجتمع المغربي. فقد قرر أعضاء المجلس تقديم دعمهم من خلال تبرع بأجرة شهر واحد من رواتبهم لصالح صندوق تم إنشاؤه خصيصًا لدعم ضحايا الزلزال. هذا القرار ليس فقط عبارة عن مساهمة مالية بل هو أيضًا تعبير عن التعاطف والرحمة تجاه الذين فقدوا أحباءهم والجرحى الذين يحتاجون إلى شفاء سريع.
بل وتجاوزت هذه المبادرة العظيمة حدود المجلس القضائي، حيث وجهوا نداءً لكافة قضاة المملكة للانخراط في هذا المجهود الوطني التضامني. إن هذا التوحد والتضامن يعكسان الوحدة والترابط الذي يميز شعب المغرب في مواجهة التحديات الكبيرة.
كما يجب أن نشيد بالجهود المبذولة من قبل المجمعات المهنية للقضاة التي أبدت دعمها لهذه المبادرة الإنسانية. إن هذا التأييد المشترك يشكل رسالة قوية تعبر عن وحدة الجهود لدعم المتضررين.
في الختام، نهيب بالمسؤولين القضائيين بالمغرب بتسهيل الإجراءات للقضاة الذين يرغبون في المساهمة في هذا الجهد الإنساني النبيل. ونسأل الله أن يحفظ بلدنا وملكنا وأن يمن على الضحايا والمصابين بشفاء سريع.
إنا لله وإنا إليه راجعون.