في قلب جبال تارودانت تنبعث صرخات الاستياء والتجاهل من داخل دواوير “البهيسة” و”أولد بوربيعة” و”إقليم”. تتهم هذه الساكنة المجلس المحلي في جماعة الخنافيف بالإهمال والتجاوز عن حقوقهم الأساسية.
ما يثير الاستغراب هو أن هذه الشكاوى لم تأتِ من فراغ، بل هي مجرد نبرة مؤلمة من نغمة تعزفها سنوات من الإهمال والتجاوز. إن واقع البنية التحتية المتداهنة والطرق الممتلئة بالحفر يجسّدان حقيقة مرّة واحدة أن المسؤولين يجب أن يتحملوا مسؤولية تحسين الحياة في تلك المناطق.المجتمعات المحلية تعتمد على منتخبيها لتحقيق التغيير وتحسين ظروفها. فعندما ينكمش دور المنتخبين ليكونوا مجرد أوراق انتخابية تستخدم في الانتخابات وتُلقى جانبًا بعد ذلك، ينبغي أن يكون هذا موضوع تفكير جدي واستجابة واضحة من جانب السلطات المعنية.
تجلب هذه الشكاوى إلى الواجهة أهمية تعزيز مفهوم الحوكمة المحلية، حيث يجب أن تكون السلطات المحلية أكثر تواصلًا وتفاعلًا مع مختلف فئات السكان. من الضروري أن يكون هناك آليات لمتابعة وتقديم الحساب عن الوعود والإصلاحات المطلوبة.
إن تحسين وضعية الدواوير المهمشة ليس مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار في مستقبل أفضل لتلك المناطق والمجتمعات. يجب أن يكون هذا الموضوع على رأس أجندة الأولويات للسلطات المعنية، وعلى الجميع أن يعملوا معًا لتحقيق تغيير حقيقي وملموس في حياة هؤلاء السكان المنسيين
