تحقيق مدوٍّ ومؤلم يكشف أن أكثر من 30% من التلاميذ المغاربة تعرضوا لعقوبات بدنية في مدارسهم، كيف ولماذا وما هي الحلول؟

جلال الدحموني22 يوليو 2023
تحقيق مدوٍّ ومؤلم يكشف أن أكثر من 30% من التلاميذ المغاربة تعرضوا لعقوبات بدنية في مدارسهم، كيف ولماذا وما هي الحلول؟

عن آخر النتائج الواردة في التقرير الذي أعدته المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول العنف في الوسط المدرسي إلى أن العقوبات البدنية لا تزال تُمارس في بعض المؤسسات المدرسية، حيث أفاد 30.6% من الطلاب بتعرضهم للضرب بأداة معينة، في حين أكد 17.3% منهم أنهم تعرضوا للصفع أو الضرب.

وأوضح التقرير الذي أُعِد من قِبَل المجلس بالتعاون مع اليونيسيف، والذي يشمل جميع مستويات التعليم الأساسي، أن العقوبات البدنية تُمارَس بشكل خاص على التلاميذ الذكور الذين يُعَرَّضون بشكل أكبر من الإناث للعقوبات والضرب. كما أشار التقرير إلى أن المدارس الخاصة تستخدم بشكل أكبر أنواعًا متعددة من العقوبات مقارنةً بالمدارس العامة، وعلى الرغم من انخفاض نسبة حدوثها، إلا أن العقوبة الجسدية لا تزال موجودة في التعليم الثانوي التأهيلي.

تبينت نتائج الدراسة أن على الرغم من حظر العقوبات العنيفة بالكامل، فإن هذه الممارسة لا تزال موجودة في المدارس في المغرب. فالعقوبات اللفظية والرمزية مثل السب والإهانة هي الأكثر انتشارا في المدارس الابتدائية، وتليها العقوبات التربوية كالعقوبات الكتابية عن طريق إلزام التلميذ بنسخ عدد من الأسطر المكتوبة وتخفيض الدرجات المحصل عليها. وفيما يتعلق بالنوع الثالث من العقوبات، فإن 2 في المائة من تلاميذ المدارس الابتدائية الذين تعرضوا للعقاب صرحوا أنهم تعرضوا للضرب بأداة.

في المرحلة الثانوية، تختلف العقوبات عن تلك التي تم تسجيلها في المرحلة الابتدائية، وتوجد بعض أشكال التشابه في النوع والتصنيف. وتشمل العقوبات الأكثر شيوعاً تحذيرات ورسائل توجه لأولياء الأمور، ويلجأ المدرسون أيضاً إلى عقوبات إضافية مثل ممارسة تمارين إضافية.

توضح الدراسة الميدانية التي أجريت ظواهر مختلفة للإيذاء التي صرح بها التلاميذ، حيث يُعَدُّ العنف اللفظي مثل السخرية والإهانة بالألقاب والشتائم أمورًا يومية ومعتادة في المدارس. وقد صرح حوالي ثلث طلاب المرحلة الابتدائية أنهم استهانوا بهم بألقاب مهينة. وأكد حوالي 55.9 في المائة من طلاب المرحلة الثانوية، وخاصة الذكور، تعرضهم للسخرية والشتائم بمختلف الدرجات.

توضح الوثيقة وجود العنف الجسدي في البيئة المدرسية، حيث صرح 25.2 في المائة من تلاميذ المرحلة الابتدائية المستجوبين أنهم تعرضوا للضرب و28.5 في المائة تعرضوا للدفع. أما في المؤسسات التعليمية الثانوية، فقد أفاد 25.3 في المائة من التلاميذ أنهم تعرضوا للضرب، و37.4 في المائة منهم تعرضوا للدفع بهدف الإيذاء. ويتضح أن الذكور أكثر عرضة لأعمال العنف الجسدي مقارنةً بالإناث.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن التلاميذ يتعرضون لعنف الاستيلاء مثل السرقة البسيطة والتهديد بالاستيلاء على ممتلكاتهم الشخصية. ويبين هذا البحث أن هذه أنواع العنف منتشرة وتشكل على التوالي 27.1 في المائة و 38.6 في المائة للطلاب بالمرحلة الابتدائية والثانوية. وتعني السرقة تحت التهديد وتدمير الممتلكات الشخصية بنسب مشابهة للذكور والإناث بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، صرح 61.7 في المائة من طلاب التعليم الثانوي الإعدادي و 70.3 في المائة من طلاب التعليم الثانوي التأهيلي أنهم شاهدوا سابقًا أعمال تخريب معدات المدرسة التي ارتكبها الطلاب. يبدو أيضًا من خلال النتائج أن طلاب المدارس الخاصة الحضرية أقل عرضة للسرقة تحت التهديد مقارنة بزملائهم في المدارس العامة الحضرية. وفيما يتعلق بالعنف الرقمي، أظهرت الدراسة أن هذا النوع من العنف يؤثر سلبًا على بعض الطلاب ويمكن أن يتفاقم بسبب الزيادة المستمرة في استخدام التقنيات الرقمية للتواصل. في المدارس الابتدائية، صرح عدد مهم من الطلاب أنهم تعرضوا لنشر محتويات شخصية غير مرغوب فيها على وسائل التواصل الاجتماعي (8.3 في المائة). وفيما يتعلق بالطلاب في المرحلة الثانوية، أظهر البحث الميداني أن 8.6 في المائة منهم وجدوا صورًا شخصية لهم أو فيديوهات منشورة على الإنترنت أو الرسائل النصية. ويبدو أن الذكور أكثر عرضة لهذا النوع من العنف بالإضافة إلى الإناث، وكذلك طلاب المدارس الخاصة الحضرية مقارنة بالتلاميذ في المدارس العامة. كما كشف البحث الميداني أن التحرش منتشر في المدارس، حيث أفادت نتائج البحث أن 15.2 في المائة من طلاب التعليم الابتدائي و 29.7 في المائة من طلاب التعليم الثانوي أبلغوا عن تعرضهم للتحرش في مدارسهم، ومن بينهم 34 في المائة من الطلاب في المرحلة الابتدائية و 25.4 في المائة من الطلاب في المرحلة الثانوية أكدوا أن التحرش كان ذا طابع جنسي. وتبدو الطلاب المنتمون للمدارس في الحضر الأكثر احتمالًا للإبلاغ عن هذه الأعمال مقارنة بزملائهم في المدارس العامة والموجودة في المناطق الريفية. أيضًا، أظهرت نتائج البحث أن 21.2 في المائة من تلاميذ التعليم الابتدائي و 38.9 في المائة من التلاميذ التعليم الثانوي قد أفادوا بأنهم يعرفون بعض ضحايا التحرش الجنسي، ويتعرض لهذا العنف الذكور والإناث على حد سواء. وبالنسبة للعنف في المدرسة الابتدائية، ذكر الوثيقة أن هناك أنواع مختلفة من العنف اللفظي والجسدي تتم بواسطة أشخاص مختلفين، وفي المرحلة الابتدائية على سبيل المثال، المتسببين في العنف في الغالب هم الذكور، ولكن بعض الطلاب أبلغوا بأنهم تعرضوا لأعمال عنف ارتكبها ضدهم المعلمون. أما في التعليم الثانوي، فإن الطلاب هم من يرتكبون العنف اللفظي والرمزي، يليهم المعلمون والأفراد الغرباء الذين يدخلون المؤسسة، ومجموعات الشباب المحيطة بها، والموظفون التربويون، وثم بوجه أقل الآباء والأمهات وأولياء الأمور. وفيما يتعلق بالتحرش، أظهرت نتائج البحث الميداني أن المتحرشين في المرحلة الابتدائية هم في الغالب التلامذة الذكور (66.3 في المائة)، وبعض التلامذة (5.8 في المائة) أفادوا بأن المعلمين هم من يتحرشون. أما في التعليم الثانوي، فإن المتحرشين هم في الغالب الطلاب الذكور بشكل فردي أو جماعي (70.1 في المائة)، ويليهم المعلمون (20.4 في المائة)، ثم أشخاص من خارج المؤسسة وأطر تعمل بها. وبالنسبة للتحرش الجنسي، فإن التلامذة الذكور هم المتحرشين الرئيسيون، على الرغم من أن عددًا كبيرًا من التلامذة أفادوا بأن الأساتذة معنيون كذلك، حيث أفاد 6.9 في المائة من تلامذة الابتدائي و24.5 في المائة من تلامذة الثانوي أنهم تعرضوا للتحرش الجنسي من طرف الأساتذة.4

الاخبار العاجلة