ما هو أساس المشكلة؟
عادت لتطفو من جديد، وعلى صفيح ساخن، أزمة الصحراء المغربية، فكما أشار الملك محمد السادس “كثير من أصدقاء المغرب لم يحسموا بعد موقفهم في موضوع مغربية الصحراء”، إذ أن مؤسسة تعليمية تابعة للبعثة الفرنسية بالمغرب، قامت قبل مدة بتسريب مقرر دراسي إلى المغرب يحذف الصحراء من مغربها. وبعد أن دخلت الأجهزة الأمنية على الخط قامت بسحب المقررات من جميع المؤسسات منبهة مجموعة مدارس OSUI بالمغرب إلى خطورة ذلك. وقد اندهش المتتبعون لبرودة الدم التي أعربت عنها المصالح الأمنية، بحيث لم يتم اتخاذ أي قرار في حق مرتكب الجريمة P.V، أو ترحيله من المغرب؛ لأنه لايحترمه، كما يعتبر هو الذي جلب هذا المقرر الدراسي، في السنة الأولى من توليه إدارة المؤسسة.
يا أبتي أين الصحراء؟
وبعد أن تأكد السيد مدير الثانوية الفرنسية الدولية جون شاركو بالجديدة أن ردة فعل المصالح الأمنية محدودة، عاد لينفذ انتقامه من الأب السيد كريم زرياب، الذي تفاعل مع سؤال ابنته له” يا أبتي أين هي الصحراء المغربية في خريطة الوطن”؟ ليكتشف أنه تم تغيير المقرر، وشرعت المدرسة في دسّ فكرة لامغربية الصحراء في الجيل الجديد من أبناء المغاربة الذين يتمدرسون في البعثة الفرنسية، وقد تواصل بادئ الأمر مع المدير، غير أن الأخير رفض الاستجابة واستهان بالأمر، ليبلغ الأجهزة الأمنية.
كيف كان انتقام المدير من الأب؟
بما أن الأب نائب رئيس لإحدى جمعيات الآباء (APE) بالثانوية الفرنسية الدولية جون شاركو، فقد حضر للاجتماع الذي دعا إليه المدير بشكل رسمي، وما إن رأى المدير السيد زرياب حتى انهال عليه بعبارات الإهانة والطرد، مدعيا أنه لا يستحق شرف تمثيل الآباء، ولا شرف مجالسته، والسبب، أنه أبلغ عن مؤامرة تنال من الوحدة الترابية. والغريب في الأمر أن المدير اعترف بطرده للسيد زرياب وأنه انفجر في وجهه وأخرجه من مكتبه بمنتهى الإهانة، وجريدة فاربريس تملك نص الرسالة التي وجهها إلى الآباء ويعترف فيها بسلوكه العدواني تجاه السيد زرياب، كما أنه تمادى في غَيِّه إلى درجة قوله : “أخرج إنها مدرستي أنا وليس أنت؟” فهل يكون المدير ممثلا دبلوماسيا لفرنسا، أم أنه جندي فرنسي جاء ليحرر فرنسا من الاحتلال المغربي؟
