الاستاد عبد الصمد خشيع ” سقوط الطفل ريان في البئر وحد المجتمع العربي والاسلامي “

جلال الدحموني6 فبراير 2022
الاستاد عبد الصمد خشيع ” سقوط الطفل ريان في البئر وحد المجتمع العربي والاسلامي “

فار بريس

بقلم: الاستاد عبد الصمد خشيع

ريان ٠٠شهيد البئر٠٠شهيد الفقر ٠

شكل سقوط الطفل ريان في بئر حدثا انسانيا وماساة كبيرة اناخت بحزنها كل ارجاء العالم ، ووحدت المجتمع العربي والاسلامي في دعاء يناجي الله بإنقاده من غيابات الجب وظلمته ، ، لكن إرادة الله شاءت ان يقبض روحه الطاهرة الى جنة الخلد مطمئنا ، شفيعا لوالديه يوم يقوم الحساب ٠
فعلى الرغم من ان المغرب جند كل امكانياته لينقده من سقطته العرضية ، وشق الجبال وحفر الانفاق،للوصول إليه وإدراك وحشته وأنينه وألمه،فالامر لايعفينا من المسؤولية بكل أبعادها الدستورية والاخلاقية والإنسانية، وفي حمأة هذه الفاجعة لم نبحث في الاسباب الحقيقية التي تتكرر يوما عن يوم ، وتطاردنا في كل لحظة وتقض مضجعنا كلما طالعتنا مآسي اهل العتمات والجبال والثلوج، الذين يواجهون مصيرهم في ظل حكومات فاشلة ، غير قادرة على تفعيل برامجها او الوفاء لاطفالها، الذين انهكتهم الطرقات والمسالك، في سبيل البحث عن قطرة ماء يسدون بها خلة العطش ٠
البئر التي سقط فيها ريان ، لم يكن بدافع السقي أو الري او الاهتمام بحدائق ذات بهجة ٠
البئر الذي اودى بحياة ريان هو بئر العطش ، بئر الفقر والتهميش في عالم نسميه مجازا بالعالم القروي ،الذي نرفع له شعارات من قبيل التنمية ولاشيء يذكر من التنمية ،إلا الأرقام للاسف ٠
في تصريح لأم ريان المكلومة وهي تغالب دموعها وقهرها ، أكدت على أن طفلها سقط في بئر لم تنل منه ولا قطرة واحدة ، أي بمعنى انها تشتكي الى الله عطشها وفقرها وتهميشها في دولة تردد شعارات اكبر من امكانياتها ٠
نعم، موت ريان سيكون بإذن الله خلاصا لهذه العائلة المكلومة ،التي كانت نسيا منسيا ،بحكم الالتفاتة الانسانية التي حظيت بها محليا ووطنيا ودوليا ، ممايؤكد أن شهادة ريان كانت رحمة ىهذه العائلة ،التي سلطت بفاجعتها الانسانية الضوء على منطقة جبلية اسمها جماعة (تمروت) بشفشاون ،ساكنة الاندلس قديما٠
سيموت ريان وسيموت اخر بنفس الفاجعة ،ولكن لن تتهتز لنا خصلة شعر ، ولن نحرك ساكنا من خلال تفعيل برامجنا ، بتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب ، مهما كلفنا الامر .
سيموت كثير من الاطفال ليس بسبب سقوط في بئر ، ولابسبب تربة تجرفهم الى وادي عميق ، ولابركام ثلج قاتل ، ولابسبب عطش نتيجة غياب الماء ، ولابسبب حادث فجائي ٠
سيموت اطفالنا من سن الشهيد ريان بسبب الاهمال القاتل التي تعيشه بوادي الجبال الوعرة والسهول الضيقة ، لأننا لم نعبد لهم الطريق الى المدرسة ، ولأننا لم نوفر لهم الحماية من جبال الثلوج بتدفئة تناسب سكنهم ،ولأننا لم نزودهم بالماء الصالح للشرب وفق الامكانيات المتوفرة ٠
ستظل لعنة الكوارث تطاردنا ، لتعاقبنا على الاهمال والتيه مع الملذات والمصالح الخاصة٠

الاخبار العاجلة