في لحظة تأمل ووفاء وطني، تستعد مدينة الفقيه بن صالح لإحياء الذكرى الحادية والسبعين لليوم الوطني للمقاومة، الذي يُخلّد هذه السنة في تزامن رمزي مع ذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني، والذكرى التاسعة والستين للوقفة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس على قبر الشهيد، وهي محطات مضيئة في مسار الكفاح الوطني من أجل الاستقلال واسترجاع الكرامة.
وتحت شعار “الترسيخ للذاكرة وتجديد الوفاء للوطن”، تحتضن قاعة الندوات والمحاضرات بمقر عمالة إقليم الفقيه بن صالح يوم الخميس 19 يونيو 2025، ابتداءً من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، مهرجانًا خطابيًا وطنيًا يُجسد روح الوفاء لذاكرة المقاومة المغربية، ويستحضر برمزيته تلك اللحظات الخالدة التي سطّرها رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ويُعد هذا الحدث الوطني مناسبة لإعادة ربط جسور الذاكرة بالتاريخ الوطني المجيد، من خلال تنظيم مشترك يجمع بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وعمالة الإقليم، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، والمديرية الإقليمية لقطاع الشباب، والمجلس العلمي المحلي، والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، في مشهد مؤسساتي متكامل يعكس وعيًا جماعيًا بأهمية هذه اللحظة التاريخية.
وسيتضمن برنامج المهرجان الخطابي لحظات رمزية رفيعة، تبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، يليها أداء تحية العلم الوطني والنشيد الوطني، ثم كلمة افتتاحية باسم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تلقيها الدكتورة مريم بوزكراوي، المشرفة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالفقيه بن صالح، حيث ستسلّط الضوء على المعاني العميقة لهذه المناسبة الوطنية، ودورها في صون الذاكرة الجماعية وترسيخ القيم العليا للوطنية الصادقة.
كما سيعرف المهرجان إلقاء كلمات لمجموعة من المسؤولين الإقليميين، في مقدمتهم المدير الإقليمي للتربية الوطنية، والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني، والمدير الإقليمي لقطاع الشباب، ورئيس المجلس العلمي المحلي، إضافة إلى المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، وذلك في إطار قراءة تشاركية لدور المؤسسات في غرس الوعي التاريخي لدى الناشئة.
وتتوج فعاليات المهرجان بعرض شريط وثائقي يُؤرخ لأهم المحطات النضالية في تاريخ الحركة الوطنية المغربية، وعلى رأسها البطولات الخالدة للشهيد محمد الزرقطوني، وتلاحم الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل التحرر والانعتاق من نير الاستعمار.
إن تخليد هذا الحدث الوطني لا يندرج في باب الاستحضار الرمزي فحسب، بل يُشكل محطة سنوية لتجديد العهد على المضي قدمًا في مسار الدفاع عن ثوابت الأمة، وصيانة مكتسباتها التاريخية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يواصل بعزم وإرادة ترسيخ قيم المواطنة والاعتزاز بالهوية الوطنية، ورفع راية المغرب خفّاقة في المحافل الوطنية والدولية.