شهدت مدينة طانطان تنظيم معرض جهوي مميز للصناعة التقليدية، شكل مناسبة لتثمين إبداعات الصانع التقليدي وإبراز غنى وتنوع الموروث الثقافي الصحراوي، وذلك تحت شعار: “الصانع الحرفي من صون الموروث اللامادي إلى تحقيق الإشعاع الوطني
وقد عرف المعرض إقبالاً واسعاً من الزوار، الذين توافدوا على أروقته لاكتشاف منتوجات الصناعة التقليدية، التي تعكس براعة الصانعات والصناع المحليين وجهودهم في الحفاظ على المهارات الحرفية الأصيلة. وتنوعت المعروضات بين فنون النسيج، والصياغة الفضية، والجلد، والفخار، والخشب، وغيرها من الحرف التي توارثها أبناء الصحراء جيلاً بعد جيل.
وشهد رواق المعرض مشاركة متميزة للعديد من الجهات المغربية، من ضمنها مؤسسات تُعنى بالصناعة التقليدية، والتنمية المجالية، والموروث الثقافي الصحراوي، إلى جانب حضور لافت لجمعيات وتعاونيات نسائية تمثل مختلف أقاليم الجهة، مما أضفى على الفعالية طابعاً تنموياً واجتماعياً يبرز دور المرأة الحرفية في صون التراث وتحقيق الاستقلال الاقتصادي.
ومن بين أبرز محطات المعرض، زيارة الوفود الرسمية للأروقة، حيث التقى الزوار بالصناع مباشرة داخل الخيام الموضوعاتية التي تم إعدادها بعناية لتجسد روح التقاليد المحلية، وتوفر فضاءً للتفاعل بين الحرفيين والمهتمين بالتراث اللامادي.
وسجلت الدورة الحالية حضوراً دولياً مميزاً من خلال مشاركة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي قدمت نماذج من صناعاتها التقليدية المتقاربة من حيث الطابع والأسلوب مع الثقافة الحرفية الصحراوية المغربية، في مشهد يعكس عمق الروابط الثقافية والمجالية بين شعوب المنطقة المغاربية.
ويأتي تنظيم هذا المعرض في سياق الجهود المتواصلة للنهوض بالصناعة التقليدية باعتبارها رافعة اقتصادية واجتماعية وثقافية، تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال دعم الحرفيين، وتشجيع التكوين، وفتح آفاق جديدة لتسويق المنتوجات التقليدية محلياً ودولياً.
وقد نوه الحاضرون بحسن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، مؤكدين على ضرورة تثمين هذه المبادرات التراثية، وجعلها موعداً سنوياً للاحتفاء بالهوية المحلية وتكريم رموز الحرفة والإبداع.