في لفتة إنسانية تعبق بالحزن والتضامن، نُكست الأعلام على مقرات الأمم المتحدة حول العالم، حيث توقف الموظفون دقيقة صمت، يوم الاثنين، لتكريم زملائهم الذين فقدوا حياتهم في الحرب الدامية التي تعصف بقطاع غزة على يد إسرائيل.
يُعد هذا الحدث هو الأكثر ألمًا في تاريخ الأمم المتحدة، حيث أعلن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن أكثر من 100 موظف من الأمم المتحدة لقوا حتفهم في هذا الصراع القاتل. في رسالة نشرها على إكس، قال غوتيريش: “لن يتم نسيانهم أبدًا”.
وفي الساعة 9:30 صباحًا بتوقيت نيويورك، توقفت الحياة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لدقيقة صمت حدادًا على أرواح الضحايا. هذا التكريم امتد أيضًا إلى مقار الأمم المتحدة في مختلف أنحاء العالم، حيث نُكست الأعلام وأُلقيت كلمات تأبينية.
تتزامن هذه التظاهرة مع إعلان الأمم المتحدة عن تسجيل عدد كبير من القتلى والجرحى في القصف الذي استهدف مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة. الحقيقة المؤلمة تتجلى في أن الأونروا أعلنت يوم الجمعة أن أكثر من 100 عامل في الوكالة لقوا حتفهم في غزة منذ بدء الحرب.
كان لحظة التأبين في بنيويورك فقط جزءًا من الفعاليات العالمية، حيث نُكست الأعلام وتمت قراءة أسماء الضحايا في مقرات الأمم المتحدة حول العالم. تلك اللحظة الصامتة تعكس حجم المأساة والفاجعة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وكذلك التزام المجتمع الدولي بالتضامن والعمل من أجل وقف هذا النزاع المدمر.
في غزة، حيث تواصل إسرائيل قصفها اللا هوادة منذ خمسة أسابيع، عبر توم وايت، مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة، عن تقديره لتكريم الأمم المتحدة وقال: “علينا إبقاء علم الأمم المتحدة يرفرف عاليًا كرمز لاستمرار الخدمة والعمل في خدمة شعب غزة”.
تأتي هذه اللحظة الصعبة وسط تصاعد العنف وتصاعد الحصيلة البشرية في الصراع الذي بدأ بتصعيد هجمات الفصائل الفلسطينية في أكتوبر. يشتد القلق الدولي حيال مأساة الشعب الفلسطيني، وتظل الأمم المتحدة تلعب دورًا هامًا في نقل الصوت الإنساني لهؤلاء الذين يعانون تحت وطأة النزاع والحروب.
تبقى الأمم المتحدة، برغم فجيعة فقدان زملائها، ملتزمة بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام وتوفير المساعدة الإنسانية للضحايا والنازحين. نستمر سويًا في التأكيد على أن حياة الإنسان وكرامته تتجاوز الحدود الجغرافية وتستحق الحماية والرعاية.
