في تطور مفاجئ ومهم، قدم رئيس الأركان ورئيس عمليات الجيش البولندي استقالتهما يوم الثلاثاء، مما ألقى بظلال من الغموض والتساؤلات على الساحة السياسية والعسكرية في بولندا. ورغم أنهما لم يكشفا عن أسباب رحيلهما، إلا أن تقارير وسائل الإعلام البولندية تشير إلى وجود خلافات بينهما وبين وزير الدفاع في البلاد.
الكولونيل جوانا كليجسميت، المتحدثة باسم الجيش البولندي، أعلنت أن “الجنرال راجموند أندجيتشاك قدم استقالته يوم الاثنين”، وأشارت إلى أنه “مثل أي جندي، يحق له الاستقالة دون إبداء الأسباب”. بالإضافة إلى ذلك، استقال قائد عمليات الجيش الجنرال توماس بيوتروفسكي من منصبه.
تقول التقارير الصحفية البولندية إن الثنائي، الذين شغلا مناصبهما منذ عام 2018، قد قررا الرحيل بعد صراع طويل مع وزير الدفاع ماريوش بلاشتشاك. ويبدو أن هذا الصراع تصاعد بشكل خاص في ضوء محاولات إشراك الجيش في حملة الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي شهدت منافسة شديدة بين الأحزاب.
هذا الوضع الصعب يأتي في وقت تشهد فيه بولندا توترات دولية وداخلية. ففي السياق الإقليمي، أصبحت علاقات بولندا مع أوكرانيا المجاورة هشة رغم دعمها السابق لكييف بعد الغزو الروسي في فبراير 2022.
ومع اقتراب التصويت البرلماني، يبدو أن حزب القانون والعدالة الحاكم قد فقد أغلبيته المطلقة، حيث من المتوقع أن يحقق نجاحًا محدودًا في هذه الانتخابات. وهذا يجعل الشراكة مع حزب الاتحاد الكونفدرالي اليميني المتطرف، الذي ينادي بإيقاف إرسال المساعدات إلى أوكرانيا وينتقد حقوق اللاجئين الأوكرانيين، أمرًا ممكنًا.
على الرغم من أنه لا يمكن تحديد أسباب الاستقالة بدقة في الوقت الحالي، إلا أن هذا التطور يضع عبء إضافي على الساحة السياسية في بولندا ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات العسكرية والدفاعية للبلاد، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية الحالية.







