عندما تتعرض المناطق الجغرافية للزلازل، يمكن أن تكون النتائج وخيمة ومدمرة. لذلك، أصبح من الضروري توعية الجمهور حول مخاطر الزلازل وكيفية التعامل معها وتدبير الأضرار المترتبة عنها. من هذا المنطلق، نظمت المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلميم بالشراكة مع مجلس جهة كلميم واد نون ندوة علمية تحت عنوان “مخاطر الزلازل وكيفية التعامل معها” يوم الأربعاء الماضي، بهدف توعية المواطنين والمتدخلين في مجال الكوارث الطبيعية بأهمية التحضير والاستعداد لهذه الظاهرة الخطيرة.
تعد هذه الندوة العلمية خطوة هامة نحو زيادة الوعي حول مخاطر الزلازل في المنطقة، وهي تأتي في إطار جهود مستدامة للتصدي لتداعيات هذه الكوارث الطبيعية. حضر الندوة عدد كبير من المختصين والمهتمين، وقد تم تقديم مجموعة من العروض والمحاضرات التوعوية والتعليمية حول مخاطر الزلازل وكيفية التعامل معها.
في كلمته خلال الندوة، أشار أحمد صابا، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلميم، إلى أهمية تنظيم هذه الندوة والدور الحيوي الذي تلعبه في تعزيز الوعي بين المواطنين. وأكد على أهمية وجود استراتيجية استباقية لمواجهة مخاطر الزلازل، وضرورة التعاون بين جميع الجهات المعنية لتطوير هذه الاستراتيجية.
من جهة أخرى، ألقت رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، مباركة بوعيدة، كلمة أكدت فيها على التضامن مع ضحايا الزلزال وأشادت بالجهود السريعة والفعالة التي قام بها العالم للتصدي لتداعيات هذه الكارثة الطبيعية. وأشارت إلى أن العمل المشترك بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني يلعب دورًا حاسمًا في التصدي لمخاطر الزلازل.
تميزت الندوة بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال مخاطر الزلازل، حيث تم التطرق إلى مواضيع متنوعة تتعلق بالزلازل، بدءًا من الحركات الزلزالية وآثارها على البنية التحتية والسكان، وصولاً إلى الإجراءات القانونية والتدابير الوقائية التي يجب اتخاذها.
الحسين الغنامي، عضو جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض، قدم للحضور نظرة علمية عميقة حول الحركات الزلزالية وكيفية فهمها من منظور علمي. بلعيد ضمير، مهندس بجماعة كلميم، شرح الإجراءات القانونية المعتمدة في المغرب للوقاية من مخاطر الزلازل وأشار إلى أهمية احترام هذه الإجراءات للحفاظ على سلامة المباني وسكانها.
في الختام، تم التأكيد على أن التوعية والتحضير لمخاطر الزلازل لهما دور حاسم في الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات. يجب على المجتمع أن يتحد في تبني استراتيجيات واضحة للتعامل مع هذه الظاهرة الطبيعية وتحسين قدرته على التصدي لتداعياتها بفعالية. بفضل هذه الندوة، نأمل أن يتم تعزيز الوعي بمخاطر الزلازل وأن تكون هذه المعرفة القيمة هي الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع أكثر استعدادًا لمواجهة هذه التحديات الطبيعية.
