عندما تكون الشركة بلا رحمة ودون حس إنساني أو وطني تكون النتيجة حوادث خطيرة، ومشاكل لا تنتهي. هذه هي خلاصة الحالة التي تعيشها ساكنة مدينة أسفي مع الشركة الإسبانية المدللة فيكتاليا. حيث كانت ساكنة مدينة أسفي شاهدة على إحدى أسوء حوادث السير التي كادت تودي بحياة ما يناهز ستين مواطنا، وذلك حين فقد سائق الحافلة وعيه بسبب إصابته بنوبة صرع دماغي Épilepsie، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق لحظة ارتعاشه وهو فاقد للوعي، ولا يعي أنه قد خرج عن مساره وحطم جدارا ودهس سيارة أمامه. وبالعودة إلى تفاصيل ما قبل الحادثة فإن السائق كان قبل شهور قد قدم لإدارة الشركة شهادة طبية تثبت إصابته بمرض الصرع ورخصتها أربع أشهر، غير أنه وبعد انقضاء المدة، وضغط المشغِّل، عاد ليستلم مهامه كأن شيئا لم يكن، دون تشخيص يثبت أهليته لسياقة الحافلة التي لاشك أنها تجوب شوارع مدينة أسفي وكذا تقل ما لا يقل أحيانا عن ستين راكبا، فكانت النتيجة حادثة مأساوية حففت من حدتها الألطاف الإلهية لأنها لم تجد أمامها سوى جدار إسمنتي، أما لو كان هناك مارة، فكانت ستكون مأساة إنسانية سيهتز لها العالم وليس المغرب فقط. وبذلك وجب على النيابة العامة فتح تحقيق في النازلة وتحديد المسؤولين عن الاستهتار بحياة المواطنين.
حافلة النقل الحضري بأسفي التابعة لشركة فيكتاليا تخرج عن مسارها وتحرث الأخضر واليابس
