حينما درَّس رجالات المغرب الخونة حب الوطن.

جلال الدحموني2 ديسمبر 2022
حينما درَّس رجالات المغرب الخونة حب الوطن.

فار بريس

الوطنية لا تتجزأ ولا تتغير بتغير الأزمنة أو الأمكنة.. فكما أبان أبناء وليد الركراكي، عن حس عال منها وهم يبللون أقمصتهم بالعرق والدم والدموع، خطف ثلة من رجالات المغرب الأنظار، في ملعب “الثمامة” بالدوحة القطرية، وقد تجسد فيهم حب الوطن وهم على المنصة الشرفية يتابعون أسود الأطلس من عل ويطربون لعبورهم إلى دور ثمن نهائي كأس العالم “قطر 2022”.

كان هناك في منصة الملعب مغاربة أشاوس تجري بذكرهم الركبان وترتعد فرائص أعداء المملكة كلما تناهى إلى مسامعهم هذا الذكر.. لقد كان هناك ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومعه ياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات “لادجيد” وعبد اللطيف الحموشي، مدير مديرة الأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني.

هؤلاء الرجال ظهروا في ملعب “الثمامة” وهم يتابعون بكل حرقة وشغف مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الكندي، وظهر أن الشغف والحرقة يستبدان بهم جميعا حتى النخاع وقد تبديا جليا على وجوههم وعلى سكناتهم قبل حركاتهم، وأظهروا للجميع مدى الحب الذي يتجذر فيهم تجاه وطنهم الأم المغرب، وهو حب جعلهم يتحللون من كل القيود في تشجيعهم لمنتخب بلادهم دون مواربة.

لقد تحرر هؤلاء الرجال من كل الشكليات والبروتوكولات، وآثروا مشاطرة المغاربة قاطبة فرحتهم وحبورهم من على مدرجات ملعب “الثمامة”، وبينما يقاتل هؤلاء الرجال بضراوة من أجل بلدهم في شتى المناسبات سرا وعلانية، فإنهم هذه المرة، لم يترددوا في مساندة أسود الأطلس في معتركهم الأخضر حتى كسبوا بطاقة التأهل إلى دور ثمن نهائي كأس العالم “قطر 2022”.

إن الصور التي أظهرت رجالات المغرب، أبلغ من أي كلام.. فكرمى للوطن يهون كل غال ولا مجال لأي شيء آخر غير الحب والهيام فيه.. ومن أجله تختفي كل الفوارق وتتلاشى كل التنميقات، ولا يطفو على السطح غير العشق الجارف لوطن دافيء يحتضن الجميع.. وليس مجرد مكان للعيش كما يعتقد الكثيرون من المغفلين والمغبونين في حب هذا الوطن من الخونة المنبوذين والمتنكرين لجذورهم ومن تسري البرودة في أوصالهم بعيدا عن حضنه.

الاخبار العاجلة