فاربريس
برر “زعيم” حزب العدالة والتنمية عبدالإله بن كيران تواجد نائبه جامع المعتصم كمكلف بمهمة بديوان رئاسة الحكومة رغم اصطفاف حزبهما في جناح ما يشكل عندهم معارضة وليس المساندة النقدية التي كانوا قد اتخذوها منهجية في عهد حكومة المرحوم عبدالرحمان اليوسفي
وقال ابن كيران “إن السيد جامع المعتصم شغل منصب مدير ديوان رئيس الحكومة على مدى عشر سنوات، وبمبادرة منه ومن رئيس الحكومة السابق الدكتور سعد الدين العثماني أرجع كل الملحقين برئاسة الحكومة من حزب العدالة والتنمية إلى وظائفهم الأصلية وعلى رأسهم هو نفسه، ووصلت المراسلة إلى حيث يجب أن تصل خصوصا فيما يهمه، حيث وصلت إلى مديرية الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية، إلا أن رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش كان له رأي آخر، إذ راجع السيد جامع المعتصم في هذا القرار وأرسلت مصالحه رسالة إلى نفس المديرية لاستثنائه من هذا القرار، وقرر الاحتفاظ به كمكلف بمهمة لدى رئاسة الحكومة”
لكن هذه التبريرات من قبل عبد الإله بنكيران،كأمين عام لحزب البيجيدي “المعارض” لحكومة أحزاب الحمامة والجرار والميزان، حول تكليف نائبه الأول،جامع المعتصم، بمهمة لدى رئيس الحكومة عزيز أخنوش لم تقنع أعضاء ومناضلين من نفس الحزب،في وقت يحسب فيه بجبهة المعارضة
وخلقت هذه التبريرات التي سوغها عبد الإله بنكيران سيلا من الامتعاض والغضب داخل الحزب،بل من الأعضاء من دعا جامع المعتصم إلى التقدم بطلب إعفائه من هذه المهمة
لكن ابن كيران أكد أن رئيس الحكومة تشبث بجامع المعتصم لمعرفته به وبكفاءته (ويبدو أنه يتلقى تعويضات سمينة على ذلك،فاللهم لا حسد)،وأن المعتصم هو أيضا لم يعترض على الأمر.وعزز ابن كيران تبريراته بكون المعتصم “موظف عمومي في الأصل ولا عيب في أن يساعد رئيس الحكومة في أي أمر فيه مصلحة الوطن، كما أن هذا لم يمنعه أن يقوم بدوره كنائب لي، كما لم يمنعه من المساهمة في معارضة الحزب للحكومة بكل وضوح وصراحة”.وهذه التأكيدات التي أتى بها ابن كيران لم تقنع أعضاء ومناضلين من هذا الحزب المحسوب على المعارضة .فقد قال عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية سابقا، في تصريح له لأحد المنابر الإلكترونية ، إن “المكلف بمهمة أو المستشار لرئيس الحكومة سيان من الناحية السياسية”، معتبرا أن شغل هذا المنصب مضر بالحزب ويشوش على مواقف جامع المعتصم.”مضيفا في ذات السياق : “أدعو الأخ جامع المعتصم إلى تقديم استقالته، وإذا لم يفعل ولم يتدخل الحزب، فإنني أجد نفسي خارجه”. وأكد أفتاتي على أن “المطلوب من حزب العدالة والتنمية هو معارضة رئيس الحكومة ومشروعه وعلى أنه فوجئ بتوضيح الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، وأنه لم يصدق الخبر في البداية.”وهناك أيضا ردود أفعال غاضبة بين أعضاء الحزب والذين طالبوا عبر وسائط التواصل الاجتماعي المعتصم بتقديم طلب إعفائه
وقد كان حريا بالحزب أن يطرح هذا الموضوع بأمانته العامة سلفا مما جعل أعضاء الأمانة العامة يطلعون كغيرهم على رأي أمين عام حزبهم في النازلة عبر وسائل الإعلام وهو الذي سيثير بلاشك في قادم الأيام زوبعة ليست في فنجان هذه المرة على “زعيم” حزبهم
مفهوم المعارضة
كخلاصة عامة مشفوعة بمقال نشره بموقع “عربي بوست” يوم 25 أكتوبر 2021 أحمد بوعشرين حول مفهوم المعارضة جاء فيه :يمكن تكثيف الخلاصات الأساسية في حديثنا حول مفهوم المعارضة في التالي: يظل مفهوم المعارضة منشداً إلى حال ومآل العملية الإصلاحية، فحال العملية الإصلاحية يربطها بسياق الراهن الذي هو ذو أهمية في تحيين وعي اللحظة، ومآل العملية الإصلاحية يربطها بأفقها الذي هو استعادة سلطة المجتمع وتحرير إرادته
المعارضة هو ذاك التعبير المجتمعي المنظم الساعي سلمياً وتدريجياً إلى إرساء قواعد عملية سياسية متفق عليها مجتمعياً في حالة غيابها، وهي أيضاً ذاك التعبير المجتمعي المنظم الساعي الذي يحرص على مراقبة ومحاسبة السياسات العامة للحكومة التي حظيت بثقة الأغلبية، وفقاً لقواعد عملية سياسية متفق عليها مجتمعياً، ونقصد بقواعد العملية السياسية المتفق عليها مجتمعياً، تلك التي تسمو بالإرادة العامة للمجتمع، والمتمثلة أساساً في الإشراك الفعلي للمجتمع في التقرير والتنفيذ والتقويم
ونقصد بقواعد العملية السياسية الإكراهية، تلك التي تلغي كلياً أو جزئياً الإشراك الفعلي للمجتمع في التقرير والتنفيذ والتقويم، وتؤمن بضرورة الإشراك الفعلي للمجتمع في خدمة الوضع القائم على إقصائه من ساحة التقرير والتنفيذ والتقويم
حكم وأقوال عن المعارضة
يمكنك وضع الخطط ولكن إذا لعب الخصم جيدًا ، فستصبح كل خططك بلا قيمة
ديفيد جاور
يمكن لخصوم اليوم أن يكونوا حلفاءك غدًا. ويمكن أن يكون حلفاء اليوم خصوم الغد
سوزي قاسم
نحتاج إلى معارضة لتذكيرنا إذا كنا نرتكب أخطاء. عندما لا تعارض ، تعتقد أن كل ما تفعله صحيح
مهاتير محمد
يصبح الصمت جبنًا عندما تتطلب المناسبة التحدث عن الحقيقة كاملة والتصرف وفقًا لذلك
مهاتما غاندي
عبدالفتاح المنطري
كاتب صحافي
