رياضة

أتذكر هذا الحدث بنفس مشاعر الأمس.. أولمبياد أثينا سنة 2004..

فار بريس

كنت من عشاق رياضة ألعاب القوى بنفس حرارة عشقي لكرة القدم، كنت أنتظر ملتقيات هذه الرياضة كما أنتظر مباريات دوري أبطال أوروبا، كنت أترقب سباقات “هشام الگروج” بشوق، كان بطلا أسطوريا شق طريقه من الشارع والفقر إلى القمة، ملامحه توحي أنه “إبن الشعب” ويمكن لأي فرد من الطبقة المتوسطة والفقيرة أن يرى فيه نفسه.. خسر أولمبياد أطلنطا 1996 بعد سقوطه في المضمار ليحقق الميدالية بطل من الجزائر الشقيقة.. ثم خسر رهان أولمبياد سيدني 2000.. وكانت حينها آخر فرصة له ليحقق الميدالية الذهبية الأولمبية، إذا لم يحققها ستضيع مسيرته وستذهب أدراج الرياح..

إلى أن حل صيف 2004، الكل ينتظر الكروج، الكل يترقب ماذا سيفعل (ميسي ألعاب القوى)، وهنا أصفه بميسي لأن قصتهما متشابهة، فميسي حقق كل ما يمكن تحقيقه ما عدا كأس العالم، وهشام الگروج حقق كل ما يمكن تحقيقه حينها ما عدا الميدالية الأولمبية الأغلى.. إلى حدود 2004..

حينها لم يحقق الگروج ميدالية 1500 متر (سباقه بالتخصص) فقط، بل أضاف لها في نفس الدورة الأولمبية ميدالية ذهبية ثانية في سباق الـ 5000 متر، ليحقق ميداليتين ذهبيتين ختم بهما مسيرته الأسطورية..

ليكون هشام الگروج آخر بطل مغربي في ألعاب القوى، وبعدها اختفى أبطال هذه الرياضة من المغرب، للأسف.

✍️ محمدفال البوصادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى