بني ملال – الثلاثاء 8 يوليوز 2025
احتفاءً بالذكرى الثامنة والستين لانطلاق أشغال بناء طريق الوحدة، احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببني ملال، صباح يوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025، ندوة علمية وازنة نظمتها النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ببني ملال، بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لبني ملال وجمعية متقاعدات ومتقاعدي التعليم، تحت عنوان:
“المبادرة الملكية لبناء طريق الوحدة: رمزية الإنجاز ومعاني السيادة”.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة علمية ووطنية لتسليط الضوء على أحد أبرز المشاريع الرمزية في مغرب ما بعد الاستقلال، وهو مشروع طريق الوحدة، الذي أطلقه جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، سنة 1957، كتجسيد عملي للوحدة الوطنية والمصالحة التاريخية بين الشمال والجنوب، وترجمة فعلية لروح التلاحم بين العرش والشعب.
افتتاح يليق بالمناسبة
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم الوطني، ثم كلمات افتتاحية لكل من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمجلس العلمي المحلي، وجمعية متقاعدات ومتقاعدي التعليم، أكدت مجتمعة على أهمية ترسيخ الذاكرة التاريخية في وجدان الأجيال، واستحضار دلالات المشاريع الوطنية الكبرى التي ساهمت في بناء الدولة الحديثة على أسس السيادة والاستقلال والعدالة الاجتماعية.
مداخلات علمية تلامس العمق التاريخي والفلسفي للمشروع
الجلسة العلمية عرفت مشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين، الذين قاربوا الموضوع من زوايا متعددة: تاريخية، فلسفية، وطنية وتنموية، مما منح اللقاء عمقًا علميًا ونقاشًا أكاديميًا مثمرًا.
فقد استعرض الدكتور محمد نصيحي (كلية الآداب، جامعة السلطان مولاي سليمان) في مداخلته “بناء طريق الوحدة: رؤية ملكية بأبعاد كونية”، البعد الاستراتيجي للمشروع في سياق دولي ما بعد التحرر، وكيف شكل الطريق رسالة مغربية موجهة للعالم.
أما الدكتورة الزوهرة الصنهاجي، (المدرسة العليا للأساتذة)، فقد قاربت المشروع من زاوية الانتقال من المقاومة المسلحة إلى البناء المؤسساتي، في مداخلة بعنوان: “من المقاومة إلى البناء: قراءة في دلالات مشروع طريق الوحدة”.
من جهته، تحدث الدكتور أحمد دادسي عن “الأسباب والدواعي لبناء طريق الوحدة”، منوهًا بالإرادة الملكية والشعبية التي اجتمعت لإنجاز هذا الورش في ظرفية دقيقة من تاريخ المغرب.
أما الدكتور الحسن دحو، فقد تناول المشروع من منظور فكري في مداخلته “قراءة فلسفية لمشروع بناء طريق الوحدة”. بينما سلط الدكتور عادل علاوي الضوء على الذاكرة الشعبية والوطنية التي حملها المشروع في مداخلته “أشغال بناء طريق الوحدة في الذاكرة الوطنية”.
واختتمت الجلسة بمداخلة الدكتور خالد بويقران، التي تناول فيها “الذاكرة الوطنية ومشاريع ما بعد الاستقلال: طريق الوحدة كأفق للتنمية المندمجة”، مؤكدًا على أن المشروع لم يكن مجرد ربط جغرافي، بل تجسيد لرؤية تنموية استباقية جعلت من الوحدة مدخلاً للتنمية والتقدم.
وفي ختام هذه التظاهرة الوطنية الرفيعة، تم رفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة
- تنسيق وتأطير:
ـ د. خالد بويقران
ـ ذة. مليكة سمان
ـ ذ. عادل علاوي
ـ ذ. الحسين الحراتي