ڤاربريس.
حظيت مدينة فاس بحصة الأسد على مستوى أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال على مستوى جهة فاس مكناس، وذلك بانتخاب كل من البرلمانيين عن عمالة فاس، الدكتور علال العمراوي وعبد المجيد الفاسي داخل اللجنة التنفيذية لأعرق الأحزاب السياسية المغربية، في التفافة كبيرة نحو مدينة فاس منشأ حزب الاستقلال، وما تمثله المدينة في تاريخ حزب علال الطويل الممتد لما يقارب ثمانية عقود طويلة.
*الشرعية القاعدية والانتخابية معايير نزار بركة لعضوية اللجنة التنفيذية.
استطاع نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال الحسم في لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بعد شهور من انتظار، حيث خلت هذه اللائحة من مطب المحاباة وضغط التيارات وانتصرت لمعيار الشرعية الانتخابية والتاريخية، وفي هذا الإطار حظي كل من الدكتور علال العمراوي، الذي راكم تجربة طويلة في تدبير الشأن المحلي لمدينة فاس، لا سواء كمنتخب داخل المجلس الجماعي للمدينة، ولا سواء من داخل القبة البرلمانية ممثلا لفاس الجنوبية.
الدكتور علال العمراوي مناضل القرب، الذي يفضل عدم الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه حاضر في تفاصيل التفاصيل المدينة، لحلحلة اغلب المشاكل التي تعترض المواطن الفاسي.
إلى جانب ذلك فانه سليل عائلية استقلالية مجاهدة ومناضلة، ساهمت في بناء وتجذر حزب علال داخل قواعد المجتمع لعقود طويلة.
معه عبد المجيد الفاسي الشاب الذي استطاع أن يحجز لنفسه مكان داخل اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، برصيد سياسي وانتخابي لولاتين داخل البرلمان، كما أنه نجل الأمين العام السابق لحزب الاستقلال عباس الفاسي، غير أنه في حاجة اكثر لتواجد بفاس خاصة أنه يمثل دائرة فاس الشمالية، التي ظلت على امتداد التاريخ الحديث للمغرب معقلا استقلاليا تاريخيا، وهو ما سيتوجب جهود مضاعفة.
*نزار بركة يعيد الاعتبار لمدينة وينهي مرحلة ما بعد حميد شباط
تدبير مدينة فاس سياسيا وتنظيميا خاصة داخل حزب الاستقلال، لم يكن يوما عمل تنظيمي روتيني بقدر ما كان تدبير المدينة أمرا معقدا يشبه إلى حد بعيد، تدبير حزب داخل حزب بالنظر للقوة القاعدية وكبرها، وارتباط اغلب العائلات الفاسية بحزب الاستقلال، فكانت مرحلة ما بعد حميد شباط مرحلة حساسة من تاريخ حزب علال الفاسي بمدينة فاس، وكان تدبيرها كمن يمسك بجمرة ملتهبة، فكان ان اتخذ نزار بركة حل تنظيمات حزب الاستقلال بالمدينة.
ورغم المشاركة السياسية في الانتخابات الأخيرة بدون تنظيم وبتدبير مرحلي معقد إلا أن قواعد حزب علال الفاسي بالمدينة، سجلت موقفها التاريخي بالوفاء لحزب علال، حيث حافظ حزب الاستقلال على مقاعده البرلمانية في كلتا الدائرتين الشمالية والجنوبية والعديد من المستشارين الجماعيين، رغم ما صاحب المرحلة من شرح داخل حزب علال الفاسي.
وبانتخاب عضوين داخل اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، و اللذي حمل إشارة سياسية ايجابية حول مستقبل الحزب، فان حزب الاستقلال بمدينة فاس، تنتظره أيام تنظيمية مهمة، لإعادة بناء قواعده وفقا لتصورات القيادة الجديدة، التي تشتغل بهدوء من أجل تصدر الانتخابات القادمة، وبالتالي عودته لتدبير شؤون مدينة العلم والمعرفة.
*السياق الجهوي التاريخي وأهمية البناء للمساهمة الايجابية والفعالة في الأوراش الجهوية المهمة.
تعيش مدينة فاس، وجهة فاس مكناس ككل على وقع اوراش مفتوحة استعدادا لاستقبال نهائيات كأس العالم 2030، الأمر الذي يستدعي وجود منتخبين ومسؤولين محليين في مستوى اللحظة التاريخية قلوبهم على الوطن ومصالحه، ولعل تعيين صاحب الجلالة للوالي الجديد معاذ الجامعي، يندرج في إطار الاستعداد الكبير لهذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد، فان الأحزاب بدورها مطالبة بإحداث تغييرات تذهب في نفس سياق الدولة، وهو ما ينطبق تمام التطابق مع التحولات التاريخية التي يعيشها حزب الاستقلال محليا، وعليه فان المرحلة المقبلة، مرحلة دقيقة تتربع عليها مصلحة الجهة عامة ومدينة فاس خاصة، بعيدا عن منطق الغزوات السياسية، التي انتهى أغلب فرسانها خلف قضبان سجن بوركايز.
ومنه فان ضعف وترهل اغلب التنظيميات السياسية داخل مدينة فاس، يعطي امتيازا حصري لحزب استقلال لقيادة المرحلة المقبلة، خاصة في ظل وجود مسؤوليين وطنيين بحزب علال من مدينة فاس، ويتعلق الأمر بشخصيتين ذمتهما السياسية نظيفة ، نظافة الثلج على قمم الجبال، يعطي امتيازا ثان للمضي بكل ثقة نحو المستقبل، الذي لن يكون سوى ملكا لمن تدبر المرحلة الراهنة بوعي ومسؤولية كبيرة.
وفي الأخير فان حزب الاستقلال بمدينة فاس، مقبل على مرحلة استكمال بناء الحزب محليا انسجاما مع رؤية قيادته الوطنية، التي لها من المعطيات ما يكفي لاتخاذ القرارات الصائبة في مصلحته ومصلحة الوطن، باعتباره حزبا وطنيا لا محيد عنه في المحطات التاريخية والمفصلية لبلادنا.
*احمد العلمي