شهد قطاع التعدين في الشيلي انتعاشًا ملحوظًا في مارس الماضي، حيث ارتفع الإنتاج بنسبة 4.7% مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، مدفوعًا بزيادة قوية في استخراج النحاس ومعالجة كربونات الليثيوم.أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء (INE) أن هذا الارتفاع يُعزى بشكل أساسي إلى “زيادة في إنتاج كربونات الليثيوم” و “نمو في استخراج النحاس ومعالجته”.ويعتبر هذا الارتفاع علامة إيجابية للاقتصاد الشيلي، حيث يُعدّ التعدين أحد أهم محركات النمو في البلاد.في السنوات الأخيرة، ازدادت أهمية الليثيوم في الاقتصاد الشيلي، حيث بات يُمثل عنصرًا هامًا في العديد من الصناعات، خاصةً مع ازدياد الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية.وبين عامي 2013 و 2021، مثلت صادرات كربونات الليثيوم، في المتوسط، 0.8% من إجمالي المبيعات في الخارج.وفي عام 2022، ارتفعت هذه النسبة بشكل كبير لتصل إلى 8.4% من الصادرات، بينما استمرت في الارتفاع خلال العام الماضي لتصل إلى 5.3%، وفقًا للبنك المركزي.وتمتلك الشيلي أكبر احتياطي من الليثيوم في العالم، بنسبة 41% من الإجمالي، تليها أستراليا (25.4%)، والأرجنتين (9.8%) والصين (6.7%)، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.وعلى صعيد آخر، شهد إنتاج النحاس في الشيلي انتعاشًا بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ عقدين في عام 2023، حيث بلغ 5.25 مليون طن متري.وتتوقع التوقعات الرسمية أن يرتفع الإنتاج العام الجاري بنسبة 5% ليصل الإجمالي إلى 5.51 مليون طن.يُعدّ هذا الارتفاع في إنتاج التعدين بفضل النحاس والليثيوم دلالة إيجابية على صحة الاقتصاد الشيلي،ويُشير إلى قدرة البلاد على الاستفادة من مواردها الطبيعية الغنية لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.