في خطوة مفاجئة هزت ألمانيا، أدى إضراب عمال السكك الحديد الذي استمر ثلاثة أيام إلى تعليق حركة القطارات في أنحاء البلاد، مما يلقي بظلال كثيفة على الحياة اليومية للمواطنين ويعزز القلق من تدهور الأوضاع الاجتماعية.
الإضراب، الذي دعت إليه نقابة “جي دي ال” للمطالبة بتحسين الرواتب وساعات العمل، يأتي في ظل فشل المفاوضات مع الشركة المشغلة “دوتشي بان” Deutsche Bahn. وتتوقع الشركة اضطرابات ضخمة عبر شبكة السكك الحديدية، مما دفعها لتحذير المسافرين بتجنب السفر غير الضروري خلال فترة الإضراب.
التحركات الاحتجاجية لا تقتصر على قطاع السكك الحديدية، بل امتدت أيضًا إلى المزارعين الذين يواصلون قطع الطرقات، معبِّرين عن غضبهم تجاه خفض الدعم الحكومي لقطاع الزراعة. يُعزى هذا الخفض إلى قرار الحكومة الذي أصدرته في ديسمبر بتخفيض الدعم بعد استجابة قضاة دستوريين لضرورة الامتثال للقواعد المالية الصارمة.
يعيش المستشار أولاف شولتس في فترة حرجة، حيث يُعاني اقتصاد البلاد من تراجع واضح، وشعبيته تتراجع إلى أدنى مستوياتها. يواجه شولتس ضغوطًا متزايدة لإيجاد حلاً لهذه الأزمة المتعددة، مما يضع تحديات كبيرة أمام حكومته المنقسمة.
على أرض المحطات، تجاوب المسافرون مع إلغاء الرحلات بتضحية وصبر، وسط درجات حرارة متدنية. يُنذر هذا الوضع بمزيد من التأزم في الأيام القادمة، حيث يعبر العديد من المتابعين عن قلقهم إزاء تأثير هذه الأحداث على حياة الناس واقتصاد البلاد.
