تأتي مدينة طنجة إلى الواجهة مجددًا كمركز حيوي لمناقشة قضايا تهم القطاع الفلاحي في المملكة المغربية. انعقدت يوم الأربعاء ندوة استثنائية حملت عنوانًا مثيرًا: “التجميع الفلاحي: الحل لإمدادات منتظمة وجودة مضمونة للمنتجات الفلاحية”. تأتي هذه الندوة في إطار دعم البرنامج الوطني للاقتصاد في مياه السقي (PAPNEEI-2).
تهدف الندوة إلى إلقاء الضوء على مزايا التجميع الفلاحي، ودعم الاتحادات والتعاونيات في تحقيق مشاريعها في مختلف مراحل الإنتاج. كما تسعى إلى تعزيز التجميع الفلاحي لضمان عرض منظم ومستدام للمنتجات الزراعية.
شهدت الندوة مشاركة واسعة من ممثلي التعاونيات والاتحادات بينماهنية لقطاعات فلاحية مختلفة، بدءًا من زراعة الزيتون والفواكه المثمرة، وصولاً إلى إنتاج الحليب والخضروات وتربية النحل، والنباتات العطرية والطبية.
في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الجهوي للفلاحة عزيز البلوطي أهمية التجميع الفلاحي كمفهوم ولاد من مخطط المغرب الأخضر. يهدف هذا المفهوم إلى تحسين الإنتاج وسلاسل القيمة، مع تعزيز قدرة قطاع الفلاحة على مواجهة تحديات تغير المناخ.
تمثلت المديرة التنفيذية لوكالة التنمية الفلاحية، سعيدة ورزان، في إلقاء الضوء على دور التجميع كنموذج مبتكر لتنظيم الفلاحين وتحديد علاقاتهم مع القطاع الخاص والتنظيمات المهنية. وأكدت على أن هذا النموذج يقوم على شراكة مربحة بين المنبع الإنتاجي والمصب التجاري والصناعي.
تميزت الندوة بتسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة للتجميع على جميع المشاركين والفلاحين. وشددت المديرة التنفيذية على ضرورة توحيد الجهود لتنفيذ هذه الآلية بنجاح وتسريعها.
منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر، وحتى اعتماد استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، أظهرت المغرب جدية في دعم مشاريع التجميع. وكان لهذا النمط من التنظيم تأثير كبير على تحسين إنتاجية ودخل الفلاحين، حيث ساهم في زيادة العائد السنوي للفلاحين بنسبة تصل إلى 80% حسب القطاع.
تختتم الندوة وسط تفاؤل وتفاعل، حيث يتبادل المشاركون الخبرات ويتبنون رؤى جديدة لتعزيز التجميع الفلاحي كأداة أساسية في تحسين القطاع الزراعي بجهة الشمال. يظل التجميع الفلاحي مفتاحًا لتحقيق إمدادات منتظمة وجودة مضمونة للمنتجات الفلاحية، وبالتالي، تعزيز اقتصاد المنطقة وتحسين معيشة الفلاحين