في خطوة مفاجئة ومحورية، توصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى اتفاق مع الانفصاليين الكتالونيين، يمهد الطريق لتشكيل حكومة جديدة والبقاء في السلطة. وأشارت مصادر لوكالة فرانس برس إلى أن هذا الاتفاق يأتي بمقابل دعم الانفصاليين لسانشيز، حيث سيتم منحهم عفوًا قانونيًا للكاتالونيين الذين شاركوا في محاولة الانفصال عن إسبانيا في عام 2017.
أثار مشروع القانون المثير للجدل عدة أيام من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، حيث خرج الآلاف في مدريد للتنديد به. يأتي هذا في سياق حيث احتل حزب سانشيز المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ويتعين عليه تشكيل ائتلاف أو مواجهة انتخابات جديدة حتى نهاية نوفمبر.
يتطلب سانشيز دعم الأحزاب الكتالونية لتشكيل حكومته، وقد وافق على مطالبهم بالعفو عن المتهمين بالتورط في محاولة الانفصال. ردًا على ذلك، انتقدت أحزاب المعارضة وأعضاء السلطة القضائية الإسبانية هذا الاتفاق، متهمين سانشيز بالتخلي عن سيادة القانون.
أفاد مصدر مطلع على المفاوضات بأن الاتفاق تم التوصل إليه، ومن المقرر الكشف عن تفاصيله في وقت لاحق في بروكسل. يُذكر أن بروكسل تعد قاعدة حالية للزعيم الكتالوني المنفصل كارليس بودجمون، الذي غادر إسبانيا إلى بلجيكا لتجنب المحاكمة بعد فشل محاولة الانفصال.
تتسارع الأحداث في إسبانيا، ويظهر الاتفاق الحالي أن سانشيز يسعى إلى تحقيق استقرار سياسي وتلبية المطالب المعقدة للأحزاب الإقليمية. وفي الوقت الذي يثير فيه هذا الاتفاق جدلاً واسعًا، يظل على الساحة السياسية التحديات الكثيرة التي تأمل الحكومة في مواجهتها لتحقيق الاستقرار والوحدة في البلاد
