عندما تصادف البلدان مواقف استثنائية وتحديات خطيرة، يجب أن تكون لديها القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة. هذا هو الحال مع اليابان، حيث بدأت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) في تصريف كمية ثانية من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.
هذا القرار يأتي بعد أشهر من بدء العمليات الأولى لتفريغ المياه المعالجة في المحيط الهادئ. يمتد هذا العمل على مدى 17 يومًا تقريبًا، بدءًا من اليوم الخميس، حيث سيتم إطلاق نحو 7800 متر مكعب من المياه المعالجة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإجراء يأتي كخطوة هامة نحو الوقف النهائي لمحطة فوكوشيما. تعرضت هذه المحطة لأمواج مد عاتية (تسونامي) في عام 2011، مما أدى إلى حوادث انصهار وجعلها أسوأ كارثة لمحطة نووية في العالم منذ تشرنوبل قبل 25 عامًا.
يتم تنقية المياه لإزالة معظم العناصر المشعة باستثناء التريتيوم، وهو نظير للهيدروجين يتعين تخفيفه لأنه يصعب معالجته. تقول الهيئات النووية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إن الخطة ليس لها تأثير يذكر على البشر والبيئة.
على الرغم من ذلك، فإن هذا القرار لا يزال يثير غضب بعض دول الجوار، وهو موضوع يجب التعامل معه بحذر ووعي دائم.
تجدر الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من تفريغ الدفعة الأولى البالغة نحو 7800 ألف طن من المياه في الأول من سبتمبر. وبحلول نهاية العام المالي الحالي (المنتهي في 31 مارس 2024)، من المقرر تفريغ حوالي 31200 طن في المحيط.
هذا القرار يظهر الالتزام الجاد لليابان بمعالجة العواقب البيئية والصحية لكارثة فوكوشيما، ومن المهم أن يتم تنفيذ هذه العمليات بأمان وشفافية تامة، وأن تظل اليابان ملتزمة بالتعاون مع المجتمع الدولي للتأكد من تداول هذا الموضوع بشكل فعّال ومسؤول.