لافروف: “خيار سيادي” لكن موسكو تأمل بعدم تدمير العلاقات
موسكو – في تصاعد مثير للتوتر بين روسيا وأرمينيا، تجد العلاقات القديمة نفسها على المحك، بينما يتمحور الجدل حول تصريحات أرمينيا بشأن الانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وقد ألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضوء على هذه القضية المثيرة في تصريحات له، معبرًا عن قلقه إزاء الآفاق المستقبلية للعلاقات بين البلدين.
تصريحات لافروف تأتي رداً على تصريحات أمين مجلس الأمن الأرمني، أرمين غريغوريان، الذي أكد أن عضوية بلاده في منظمة معاهدة الأمن الجماعي تخلق بعض المشكلات، دون أن تعرقل التعاون مع الدول الأخرى. ورأى رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أن هذه المنظمات الأمنية غير فعالة.
تعقيباً على هذه التصريحات، قال لافروف: “إذا كان بعض قادة أرمينيا، كما أعلنوا، سيتطلعون إلى زملائهم لتعزيز أمنهم، بعد أن خاب أملهم في روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، فهذا خيارهم السيادي، خيار القيادة الأرمينية”. ولكنه أضاف: “ما زلت آمل ألا تتمكن أي إدارة مؤقتة من تدمير تلك العلاقات القائمة منذ قرون بين الشعب الروسي والشعب الأرمني”.
وعلى جانب آخر، أشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إلى رسالة من رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان بتاريخ 24 سبتمبر، والتي وصفتها بأنها تحتوي على “تهجمات غير مقبولة” على روسيا، وأنها تلقت رفضًا من موسكو. كما أكد البيان أن سلطات يريفان ترتكب خطأ فادحًا بمحاولتها عمدًا تدمير العلاقات المتمتعة بالقدم بين البلدين، وجعل البلاد رهينة للألاعيب الجيوسياسية للغرب.
وفيما يبدو، تتزايد الضغوط على أرمينيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للخروج من منظمة معاهدة الأمن الجماعي. هذا الضغط يزيد من حدة التوتر بين البلدين، ويثير مخاوف بشأن مستقبل العلاقات الروسية الأرمنية التي تمتد لقرون طويلة.
بالرغم من التصريحات والتوتر الحالي، يبقى السؤال المحوري: هل ستتمكن الدبلوماسية من تجاوز هذا الصدام وإعادة تقوية الروابط الثقافية والتاريخية بين روسيا وأرمينيا، أم سيتجهون نحو تصاعد المزيد من التوتر؟ ومهما كانت الإجابة، فإن العالم يتابع بحذر مستجدات هذا الصراع الجديد على الساحة الدولية.