مراكش، المغرب – في تطور ملفت ومثير للإعجاب، أصبح المغرب محط أنظار الدول الإفريقية كوجهة رائدة في مجال السلامة الطرقية. وقد أكد بناصر بولعجول، المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، هذا الإنجاز البارز خلال الدورة الثانية لجائزة كوفي عنان للسلامة الطرقية، التي استضافتها مدينة مراكش.
تجسدت هذه الإنجازات في سلسلة من الاتفاقيات الشراكة بين المغرب والدول الإفريقية الشقيقة، تهدف إلى تعزيز القدرات وتكوين الكوادر في مجالات متعددة تتعلق بالسلامة الطرقية. وقد نالت هذه الخطوات إعجاب واحترام وزراء النقل من دول إفريقية متعددة، خلال المباحثات الثنائية التي جمعتهم مع وزير النقل واللوجستيك المغربي، محمد عبد الجليل.
من المهم أن نلاحظ أن هذه الجهود الرائدة للمغرب في مجال السلامة الطرقية لم تمتثل فقط للمعايير الدولية، بل انعكست أيضًا على الأخذ بعين الاعتبار للثقافات والاقتصادات والتحديات الاجتماعية الفريدة للبلدان الإفريقية المتنوعة.
تم تسليط الضوء خلال هذه الدورة على محورين رئيسيين: الرقمنة والذكاء الاصطناعي. تم التركيز على كيفية خلق قيمة مضافة من خلال استثمار الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الوقت وتوظيف الكفاءات المحلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وقد تم تقديم التجارب الدولية الناجحة، بما في ذلك التجربة المغربية الفعالة في مجال السلامة الطرقية.
إن إنشاء الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” يمثل نقلة نوعية ومهمة في تطوير الجهود المؤسساتية للتعامل مع ملف السلامة الطرقية في المغرب. وهذا يشكل إشارة واضحة إلى التزام المغرب بتحقيق تقدم دائم ومستدام في هذا المجال.
يجب أن نتأمل في هذه الإنجازات باعتبارها نموذجًا إيجابيًا للتعاون الإفريقي والتفاني في تحسين سلامة الطرق على القارة. ومن المؤكد أن هذه الجهود ستسهم في تقليل حوادث السير وإنقاذ الأرواح في إفريقيا، وتعزز من فرص التنمية والازدهار في المستقبل.
في الختام، يجدر بنا تقديم التهنئة للمغرب على نجاحه في مجال السلامة الطرقية وتحفيز البلدان الإفريقية الأخرى على مشاركة التجارب والمعرفة، لنجمع جميعًا جهودنا من أجل مستقبل آمن ومستدام على الطرق الإفريقية.