تحتضن دار الشعر بتطوان، يوم بعد غد الأربعاء، فعاليات الدورة الثانية من ملتقى “فضاءات شعرية”، وهو حدث فني يُعنى بالجمع بين الشعر والتشكيل، يأتي احتفاءً بذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. تعد هذه المبادرة فرصة مميزة للجمع بين الفنانين والشعراء والمثقفين لتبادل الأفكار والإلهام والتعبير عن الإبداع.
يتميز الملتقى بمجموعة من الأنشطة المتنوعة، حيث يُقام معرضٌ لأعمال الفنان التشكيلي البارز حسن الشاعر، الذي يقدم تجربته الفنية التي تعبّر عن التفاعل بين الكلمة والصورة. وفي إطار هذا المعرض، سيتم تقديم وتوقيع كتاب “الشاعر محمود درويش. أنا حيث أنا”، وهو يضم حوارات مميزة أجراها الإعلامي والكاتب المغربي عبد الصمد بنشريف مع الشاعر الراحل محمود درويش. يستعرض هذا الكتاب سيرة الشاعر وإرثه الشعري الذي ترك أثراً كبيراً في المشهد الثقافي العربي.
وينميز الملتقى بمشاركة عدد من الشعراء البارزين، حيث سيشارك الشاعر مهند ذويب من فلسطين والشاعرة فاتحة صلاح الدين من المغرب والشاعر عبد الله زهير من البحرين والشاعر عبد الصمد بنشريف من المغرب. سيقدم هؤلاء الشعراء تجارب شعرية متنوعة تجمع بين التقليد والتجديد، وتعكس غنى وتنوع اللغة الشعرية العربية.
وبجانب الشعر، يأتي الموسيقى والغناء كأبعاد مكملة للملتقى. تحيي الفنانة المغربية زينب أفيلال هذه الفعالية بأداء روائع من القصائد العربية والموشحات الأندلسية، مضيئةً بذلك الروح الفنية للملتقى.
من جهة أخرى، يُعتبر حسن الشاعر واحداً من أهم الشخصيات في المشهد الفني التشكيلي المغربي. يحمل الشاعر تجارب متعددة في الشعر والفنون الجميلة، وهو خريج معاهد فنية مرموقة وله إسهامات مهمة في الإثراء الثقافي.
إن تنظيم ملتقى “فضاءات شعرية” هو خطوة إبداعية تربط بين مختلف أشكال الفن، وتسعى للحفاظ على إرث الشاعر محمود درويش وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين الفنانين والمبدعين. هذا الحدث يُجسد التجسيد الفني لذاكرة الشاعر الكبير وإرثه المترفّع عن الزمن، ويشكل جسراً مهماً بين الماضي والحاضر، بين الكلمة والصورة، وبين الشعراء والفنانين.
