سعيد المغاري/فاربريس
يظهر جليا وبما لا يدع مجالا للشك، حتى لغير العارف بأمور المجلس الجماعي لآسفي، أن الأغلبية وبعد فشلها في تدبير الشأن المحلي الذي كشفه عمل المعارضة، أصبحت تلتجئ إلى صرف نظر المتتبعين للشأن العام المحلي لمدينة آسفي، باختلاق قضايا هامشية ومهاجمة المعارضة عبر توظيف “الإعلام المتملق”، ويبدو أن التحامل الذي حمله مقال أحد رجال التعليم المنتسب إلى مجال الصحافة الإلكترونية ضد المعارضة وغيره من المقالات الممجِدة لعمل الأغلبية تفسر شيئا واحدا هو أن هذه المعارضة تؤدي مهامها بنجاح وما كان مكتب نور الدين كموش رئيس المجلس البلدي ليقيم الدنيا ولا يقعدها ضد المعارضة عبر حملات تشهير إعلامية وتبخيس عملها وعرقلة عملها لو لم يكن أداء هذه المعارضة موفقا وفي موقعه الطبيعي والصحيح، فحينما يزداد الصراخ من حولك فاعلم أنك أوجعتهم.
أشار المقال إلى أن المعارضة تعول على الصراخ كسلاح لاستعادة حضورها في المشهد السياسي، وشخصيا لا أرى في ذلك أي مشكل، فما نملكه للدفاع عن مصالح الساكنة هو حقنا في الاحتجاج بشتى تلاوينه المشروعة، ولا يخلو أي مجلس كيفما كان في العالم من لغة الاحتجاج برفع الصوت أو حمل الشارات أو المقاطعة… وقد يصل الأمر، أحيانا، إلى أكثر من رفع الصوت إلى صيغ أشد صرامة وقوة، وهو ما يؤكد أن هناك تدافعا سياسيا إيجابيا بين مكونات المجالس، أما عن الحضور في المشهد السياسي فالمعارضة – حسب اعتقادي- حاضرة وبقوة القانون (القانون التنظيمي للجماعات نموذجا).
النقطة الثانية التي أثارتني هي أن كاتب المقال يتحدث وكأن الساكنة المسفوية أوكلته ليتحدث باسمها، وأتحداه أن يقوم باستقصاء لآراء الساكنة حول ما إذا كانوا راضين “بالإجماع” – كما ذكر في المقال- عن أداء مكتب المجلس. ومغامرته بالحكم على رأي الساكنة بأنه “إجماع” ينقل الكاتب من صحافة الرأي إلى خطاب الدعاية السياسية، وإذا كان هذا حقه، فمن حقنا أيضا أن نكشف حقيقة خطابه وندرجه ضمن مجاله الصحيح (الدعاية السياسية للأغلبية).
مفهوم المعارضة لا يتلخص في تعطيل وفرملة كل قرارات المجلس المسير، إنها، بالعكس من ذلك، وسيلة تساعد على التدبير الجيد للشأن العام المحلي، وآلية لممارسة الرقابة على عمل مكتب المجلس الجماعي، وهي أيضا توجه مغاير يقترح بدائل وحلولا للمشاكل التنموية التي يتم التداول في شأنها، وهي قوة اقتراحية وتوجيهية لإيجاد حلول موضوعية للمشاكل، وتعبير عن تحمل المسؤولية المدنية اتجاه حقوق الساكنة، رغم اختلاف زاوية نظرها عن الأغلبية.
سيأتي زمن سنخلو فيه جميعا إلى أنفسنا، وسنتذكرُ كمْ مِنْ مكر طالت أياديه بجلبابه الأبيض ليمسح ما تبقى من نخوتنا، بيننا أجيال ستأتي حتى وإن طالها المكر فلن تكف عن الصراخ، فاقتنوا آذانا صماء.

















